عذاب القبر، فقالت: واضعفاه، فقال: اني اسأل اللَّه ان يكفيك ذلك» «1».
وروى الحاكم النيسابوري عن الزبير بن سعيد القرشي، قال: «كنّا جلوساً عند سعيد بن المسيب، فمر بنا عليّ بن الحسين عليه السّلام ولم أر هاشمياً قطّ كان أعبد للَّه منه، فقام إليه سعيد بن المسيب وقمنا معه فسلّمنا عليه فرد علينا فقال له سعيد: يا أبا محمّد، أخبرنا عن فاطمة بنت اسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنهما، قال: نعم حدّثني أبي، قال: سمعت أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب يقول: «لما ماتت فاطمة بنت اسد بن هاشم كفنها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في قميصه وصلّى عليها وكبر عليها سبعين تكبيرة ونزل في قبرها فجعل يومي في نواحي القبر كأنه يوسعه ويسوي عليها، وخرج من قبرها وعيناه تذرفان، وحثا في قبرها، فلما ذهب قال له عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه: يا رسول اللَّه، رأيتك فعلت على هذه المرأة شيئاً لم تفعله على احد! فقال: يا عمر، إن هذه المرأة كانت أمي بعد امّي التي ولدتني، ان ابا طالب كان يصنع الصنيع وتكون له المأدبة وكان يجمعنا على طعامه، فكانت هذه المرأة تفضل منه كله نصيبنا فأعود فيه، وان جبرئيل عليه السّلام اخبرني عن ربي عزّوجلّ انها من أهل الجنة، وأخبرني جبرئيل عليه السّلام ان اللَّه تعالى أمر سبعين ألفاًمن الملائكة يصلّون عليها» «2».
أقول: روى إسلام فاطمة بنت أسد سلام اللَّه عليها، وهجرتها إلى المدينة المنورة، وحنانها لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ووفاتها، وما قال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في فضلها، كثيرٌ من الحفاظ والمؤلفين في كتبهم: كابن