وروى ابن أبي الحديد، عن أبي عبد اللَّه جعفر بن محمّد عليه السّلام إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «إن أصحاب الكهف أسرّوا الإيمان وأظهروا الكفر، فآتاهم اللَّه أجرهم مرتين، وأن أبا طالب أسرّ الإيمان وأظهر الشرك فآتاه اللَّه أجره مرتين».
وقد روى بأسانيد كثيرة- بعضها عن العبّاس بن عبد المطلب، وبعضها عن أبي بكر بن أبي قحافة: «إن أبا طالب ما مات حتى قال: لا إله إلا اللَّه محمّد رسول اللَّه».
وروى عن علي عليه السّلام إنه قال: «ما مات أبو طالب حتى أعطى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من نفسه الرضا».
وروى عن علي عليه السّلام أنه قال: «قال لي أبي: يا بنيّ، الزم ابن عمّك، فإنك تسلم به من كلّ بأس عاجل وآجل، ثم قال لي:
إن الوثيقة في لزوم محمّد | فاشدد بصحبته على أيديكا» «١» |
وروى الشنقيطي بأسناده عن أبي إسحاق، إن أبا طالب قال لعلي: «أي بني، ما هذا الدين الذي أنت عليه؟ قال: يا أبت، آمنت برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وصدّقت بما جاء به وصلّيت معه للَّه واتّبعته، فزعموا أنه قال: أما أنه لم يدعك إلا إلى خير فالزمه» «2».
قال السيد شهاب الدين أحمد: «إن أبا طالب ما مات كافراً على الصحيح،