ألم تعلموا أنّا وجدنا محمّداً | نبيّاً كموسى خطّ في أوّل الكتب |
وكما نقل عن عبداللَّه بن عبّاس الذي لا ريب في فضله أنه قيل له: مات أبو طالب كافراً، فقال: فهذا قوله:
كذبتم وبيت اللَّه نسلم أحمداً | ولمّا نقاتل دونه ونناضل | |
ونتركه حتّى نصرّع حوله | ونذهل عن أبنائنا والحلائل» «١» |
وروى اليعقوبي: «لمّا قيل لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: إنّ أبا طالب قد مات، عظم ذلك في قلبه واشتد له جزعاً، ثم دخل فمسح جبينه الأيمن أربع مرات وجبينه الأيسر ثلاث مرات، ثم قال: يا عمّ، ربيت صغيراً وكفلت يتيماً ونصرت كبيراً، فجزاك اللَّه عنّي خيراً، ومشى بين يدي سريره وجعل يعرضه ويقول: وصلتك رحم وجزيت خيراً، وقال صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: اجتمعت على هذه الأمة في هذه الأيام مصيبتان، لا أدري بأيهما أنا أشدّ جزعاً. يعني مصيبة خديجة وأبي طالب» «2».
وروى الطبري بإسناده: «لما نثر ذلك السفيه التراب على رأس رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، دخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بيته، والتراب