وقال الحافظ ابن حجر في الاصابة: والصحيح انّها هاجرت وماتت بالمدينة وبه جزم الشعبي قال: أسلمت وهاجرت وتوفيت بالمدينة. وأخرج ابن ابي عاصم من طريق عبد اللَّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه: أنّ النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كفن فاطمة بنت اسد في قميصه وقال: لم يكن بعد أبي طالب أبرّ بي منها، انتهى المراد منه.
وقد كان علي رضي اللَّه عنه أصغر اولادها من أبي طالب، فكان اصغر من جعفر بعشر سنين، وكان جعفر اصغر من عقيل بعشر سنين ايضاً، وكان عقيل اصغر من طالب بعشر سنين ايضاً، وهم أشقاء كلهم ابوهم أبو طالب وامهّم فاطمة بنت اسد رضي اللَّه عنها، كما صرّح به ابن عبد البرّ في الاستيعاب وغيره، وكذلك شقيقتهم أمّ هاني واسمها فاختة وجمانة كما في الرياض النضرة للمحب الطبري، وروى الطبراني في الكبير والأوسط وابن حبان والحاكم وصححوه عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم دخل قبرها وألحدها وقال: «اللهم اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ووسع عليها مدخلها بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي فانك ارحم الراحمين، وفي رواية: «اللهم اغفر لأمي بعد امي فاطمة بنت أسد ووسّع عليها مدخلها» «1».
وروى الخوارزمي باسناده عن أنس بن مالك، قال: «لمّا ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أمّ علي بن أبي طالب، دخل عليها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فجلس عند رأسها وقال: «رحمك اللَّه يا أمّ كنت أمّي بعد أمّي تجوعين وتشبعيني وتعرين وتكسيني وتمنعين نفسك طيب الطعام وتطعميني، تريدين بذلك وجه اللَّه الكريم عزّوجلّ والدّار الآخرة» ثم أمر أن تغسل ثلاثاً، فلما بلغ الماء الذي