فيه الكافور سكبه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بيده الشريفة، ثم خلع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قميصه فألبسها اياه وكفّنت فوقه، ثم دعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أسامة بن زيد وابا ايوب الأنصاري وعمر بن الخطاب وغلاماً أسود فحفروا قبرها، فلما بلغوا لحدها حفره رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بيده واخرج ترابه بيده الشريفة، فلما فرغ دخل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فاضطجع فيه ثم قال: «يا اللَّه الذي يحيى ويميت وهو حىّ دائم لا يموت اغفر لأمّي فاطمة بنت أسد ولقّنها حجّتها وأوسع عليها في مدخلها بحقّ محمّد نبيك والأنبياء الذّين من قبلي فانك ارحم الراحمين» وكبّر عليها أربعا وأدخلها اللحّد هو والعبّاس وأبو بكر الصديق» «١».
وروى الشنقيطي باسناده عن أنس، «انّ رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: ما عوفي أحد من ضغطة القبر إلا فاطمة بنت أسد، فقيل: يا رسول اللَّه ولا القاسم ابنك؟ قال: ولا إبراهيم، وكان اصغرهما» «٢».
وروى سبط ابن الجوزي عن ابن عبّاس: «وفيها نزلت «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ» «3» الآية. قال: وهي أوّل امرأة هاجرت من مكة إلى المدينة ماشية حافية وهي اول امرأة بايعت محمّداً رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بمكة بعد خديجة، قال الزهري: سَمِعَت رسولَ اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: يحشر الناس يوم القيامة عراة فقالت: واسوأتاه. فقال لها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: فاني اسأل اللَّه أن يبعثك كاسية، قال: وسمعته يقول أو يذكر