من يكن اللَّه ورسوله مولاه فان هذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، اللهم من أحبه من الناس فكن له حبيباً، ومن أبغضه فكن له مبغضاً، اللهم إني لا اجد أحداً استودعه في الأرض بعد العبدين الصالحين غيرك فاقض له بالحسنى، قال بشر: قلت: من هذين العبدين الصالحين؟ قال: لا أدري» «1».
وعن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: «لما صدر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من حجة الوداع نهى اصحابه عن سمرات متفرقات بالبطحاء أن ينزلوا تحتهن، ثم بعث اليهن فقمَّ ما تحتهن من الشوك وعمد اليهن فصلى عندهن، ثم قام فقال: يا أيّها الناس، انّه قد نبأني اللطيف الخبير، انّه لم يعمر نبّي الا نصف عمر الذي يليه من قبل، وانّي لأظن يوشك ان ادعى فاجيب، واني مسئول وانتم مسئولون، فماذا انتم قائلون؟ قالوا: نشهد انك قد بلغت وجهدت ونصحت فجزاك اللَّه خيراً، قال: أليس تشهدون أن لا اله الَّا اللَّه وان محمّداً عبده ورسوله، وان جنته حقّ وناره حق وان الموت حق وان البعث حق بعد الموت وان الساعة آتية لا ريب فيها وان اللَّه يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى، نشهد بذلك، قال: اللهم اشهد، ثم قال: يا أيّها الناس، ان اللَّه مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من انفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه- يعني علياً رضي اللَّه عنه-، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، ثم قال: يا أيّها الناس اني فرط وأنتم واردون عليّ الحوض حوض ما بين بصرى الى صنعاء فيه عدد النجوم قدحان من فضة، واني سائلكم عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر كتاب اللَّه عزّوجلّ سبب طرفه بيد اللَّه عزّوجلّ وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي،