طالب عليه السّلام في (منهاج الكرامة) «1» و (كشف الحقّ ونهج الصّدق) «2» واستقصى هذه الرّوايات من طرق الفريقين السيّد هاشم البحراني في (غاية المرام) «3».
وقال صاحب كتاب (الانصاف في الانتصاف لأهل الحق من أهل الاسراف): «كلّ ذلك يقتضي انه محبوب عند اللَّه ورسوله والعمل الخالص له سبحانه، الخالي عن المفسدة، وكون عمله اكمل من عمل غيره، فيكون افضل، فيكون اذاً هو الإمام بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولو كان في أهل بيت محمّد صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أو في اصحابه من هو احبّ إلى اللَّه والى رسوله من علي عليه السّلام واكمل مع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لجاء وحضر «4» وأخذ الراية من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.
ومجمل الكلام في دلالة حديث الراية هو: إنّ حديث الراية يوم خيبر من الأحاديث التي يعترف المكابرون أيضاً بصحّته، فينبغي بيان وجه دلالته على الإمامة والولاية العامّة بعد رسول اللَّه، ويتلخّص الكلام في ذلك في جهتين:
الجهة الأولى : إنّ هذا الحديث فيه خصيصة من خصائص أمير المؤمنين عليه السّلام، وقد اعترف بهذه الجهة ابن تيمية في موضعٍ من كتابه المنهاج، لأنّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله لما وصفه بأنه «يحب اللَّه ورسوله ...» دلّ ذلك على انتفاء هذا الوصف عن غيره، فهو يدل على أفضليته فيكون هو الامام من بعده.