منزلة اقرب إلى النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من منزلته .. ودل على إبانة عليّ من الكل بمولويته على كل مؤمن ومؤمنة، ثم أقامه في التقديم عليهم مقامه وأعلمهم أن تلك لعلي فضيلة عليهم كما كانت له صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فضيلة تأكيداً وبياناً لما أراد من قيام الحجة» «1».
وروى ابن الأثير باسناده عن أبي جنيدة جندع بن عمرو بن مازن، قال:
سمعت النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: «من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار، وسمعته وإلّا صمتا يقول: وقد انصرف من حجّة الوداع فلما نزل غدير خم قام في الناس خطيباً وأخذ بيد علي وقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، قال عبيد اللَّه فقلت للزهري: لا تحدث بهذا بالشام وأنت تسمع مل ء اذنيك سب علي، فقال: واللَّه ان عندي من فضائل علي ما لو تحدثت بها لقتلت» «2».
أقول: قال السيد ابن طاووس: «ومن ذلك ما ذكره النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لعلي بن أبي طالب عليه السّلام بمنى ويوم غدير خم من التصريح بالنص عليه والارشاد إليه في مقام يشهد له بيان المقال ولسان الحال بأنه الخليفة والقائم مقامه في امته، وقد صنف العلماء بالأخبار كتباً كثيرة في حديث يوم الغدير ووقائعه في الحروب، وذكر فضائل اختص بها من دون غيره وتصديق ما قلناه، وممّن صنف تفصيل ما حققناه أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني الحافظ المعروف بابن عقدة وهو ثقة عند ارباب المذاهب وجعل ذلك كتباً محرراً سماه (حديث الولاية) وذكر الأخبار عن النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بذلك وأسماء الرواة من الصحابة ... وقد أثنى على ابن عقدة الخطيب صاحب (تاريخ بغداد) وزكاه» «3».