مباديها الاشتقاقية بمجرد الاعتبار فان مفهوم الأبيض بما هو ابيض بسيط كالبياض والفرق بينهما بأنه ان اخذ بشرط ان لا يكون معه شئ فهو عرض غير محمول وان اخذ أعم من ذلك بلا شرط غيره كان عرضيا محمولا وكذا الحكم في جزء الحد كالناطق من جهة كونه جزء غير محمول بالاعتبار الأول وفصلا محمولا بالاعتبار الثاني كما هو التحقيق فالفرق بالوجود والعدم بين المشتق ومبدئه غير سديد.
بل الحري بالجواب ان يقال ليس المراد من الفصول المذكورة في أكثر الحدود بل هي ملزوماتها التي لا يمكن التعبير عنها الا بتلك اللوازم كالناطق المذكور في تحديد الانسان فان المراد قوة النطق وكونه بحيث ينشأ منه ادراك الكليات لا نفس هذا الادراك الذي من قبيل الإضافات ضرورة ان المضاف غير داخل فيما هو تحت مقولة الجوهر بالذات فهذه العنوانات المذكورة أقيمت مقام الفصول والمراد منها ملزوماتها.
ويؤيد هذا ما ذكره الشيخ الرئيس في إلهيات الشفاء إذا اخذ الحس في الحيوان فليس هو بالحقيقة الفصل بل هو دليل على ما هو الفصل فان فصل الحيوان انه ذو نفس دراكة متحركة بالإرادة وليست هويه نفس الحيوان ان يحس ولا هويته ان يتخيل ولا هويته ان يتحرك بالإرادة بل هو مبدء لجميع ذلك انتهى.
ولعل من حد الجسم بأنه الطويل العريض العميق أراد به نحو ما ذكرناه لأن هذه المعاني مما يثبت عرضيتها كما مر فان الجسمية قد تنفك عنها في مطلق الوجود اما انفكاكها عن الخط مطلقا ففي الوجود الخارجي والذهني جميعا واما عن السطح المستوى فكذلك مثل الكره والحلقة المفرغة وأشباههما.
واما عن المستقيم والمستوي منهما جميعا فكالعدسي والإهليلجي واما عن المستدير منهما فكذلك مثل المكعبات.
واما عن الجميع فذلك وان لم يتحقق في الوجود لكن مما يمكن تحققه في الوهم والعقل لان التناهي ليس من لوازم مهية الجسم فان من تصور جسما غير متناه