منها كمال وخير للانسان لا بما هو انسان اي باعتبار الجزء النطقي له بل باعتبار القوى المتعلقة بحيوانيته المطلقة وان الذم العقلي أو الشرعي لا يترتب عليها الا باعتبار تعينها ونسبتها إلى الجوهر النطقي الذي يكون كمالها في كسر قوتها الشهوية والغضبية واكتسابها هيئه استعلائية عليها ويكون نقصها في انقهارها عن البدن وانفعالها عن القوى الجرمانية فان انفعال النفس عن الادانى والأسافل من شقاوتها وبعدها عن رحمه الله وعدم مناسبتها إلى ملكوته الاعلى فلو قطع النظر عما يؤدى اليه هذه الأفاعيل المذمومة بحسب العقل والشرع بالقياس إلى الجزء الأشرف من الانسان لانقلب الذم مدحا والتقبيح حمدا بحسب الحقيقة وبحسب نسب آخر أكثر من تلك النسبة مثلا الشهوة مذمومه والزاني والزنا مذمومان عقلا وشرعا ولا شك ان حقيقة الشهوة وماهيتها هي قوه جبلية سارية في وجود النفس ولا شك انها ظل صفه شوقية من صفات الملائكة المقربين المهيمين كما أن الغضب في الانسان ظل لقاهرية القواهر العلوية فيكون لا محاله محمود في ذاته ا لا ترى ان العنه كيف ذمت في نفسها وكذا الزاني باعتبار انه انسان والزنا باعتبار انه وقاع فعل كمالى لو لم يقدر الانسان عليه كان ناقصا مذموما فالشهوة باعتبار حقيقتها التي هي الحب وباعتبار تعينها في الصورة الذكورية والأنوثية وكونها سبب حفظ النوع وتوليد المثل وموجبه للذة كمال محمود بذاته وكذا الزنا باعتبار ان قطع النظر عن العارض المذكور كان محمودا حسنا في نفسه وباعتبار سائر النسب فانقلب الذم حمدا في الجميع ولم يبق توجه الذم والتقبيح الا إلى عدم طاعة الشهوة للعقل وترك سياسته لها فكونها مذمومه انما هو بالاعراض عن حكم العقل والشرع حتى أدى فعلها إلى انقطاع النسب والإرث والتربية للأولاد واختلال النظام لأجل التنازع ووقوع الهرج والمرج والفتنة وكلها أمور عدمية راجعه إلى اعتبار التعين الخلقي والنقائص الامكانية وأوصاف الممكنات باعتبار امكانها وعدميتها وقصورها في الموجودية والا فالوجود والوجوب واحكامهما من الفعلية والتمام والكمال والبقاء والبهجة والعشق واللذة شئ خلقه
(١٠٥)