الفيض على كل قابل بحسب استعداده إذ المبدء الواهب لا تغير فيه ولو كان للنمل استعداد قبول نفس اشرف كما للانسان لحصل فيها من فيض العقل الفياض.
ثم لما كان اشرف ما يتعلق بالهيولى النفس الناطقة وكان غير جائز خروج الممكن فيها دفعه دون الأبدان ولا مع الأبدان فبحسب الادوار والأكوار والاستعدادات يحصل نفوس من فيض واهبها قرنا بعد قرن راجعه إلى ربها إذا كملت انتهى كلامه.
فقد تبين واتضح ان اللا نهاية في الاشخاص والنفوس التي اقتضتها العناية الأزلية من ضرورتها وقوع الاستحالة والتضاد في عالم الكون والفساد ولولا التضاد لما صح الكون والفساد ولولا الكون والفساد ما أمكن وجود اشخاص غير متناهية ولا التي هي اشرف منها وهي النفوس غير المتناهية الحيوانية ولا التي هي اشرف من القبيلتين وهي النفوس غير المتناهية النطقية وكون الصور والكيفيات مضادا بعضها لبعض قد علمت أنها ليست بفعل فاعل بل من لوازم وجودها القدري المادي ومن ضرورة التفاعل بينها حتى يقع الاعتدال ويحصل به كمال تضادها فصح انه لولا التضاد ما صح دوام الفيض من المبدء الجواد ولوقف الجود ولتعطل العالم العنصري عن قبول الحياة التي بها يحصل نيل المقصود وبقى أكثر ما يمكن في مكمن الامكان وكتم العدم البحت ولم يمكن للسلاك السفر إلى الله تعالى والرجوع اليه وقد قال سبحانه كما بدانا أول خلق نعيده.
ومن تأمل في امر الموت الذي يعده الجمهور من أقوى انحاء الشرور لعلم ان فيه خيرا كثيرا لا نسبه لشريته اليه يصل إلى الميت والى غيره اما الواصل إلى غيره فإنه لو ارتفع الموت لاشتد الامر على الناس وضاق المكان حتى لا يمكنهم التنفس فضلا عن حركة والأكل والشرب فالمفروض انه حي عند ذلك أسوء حالا من الميت واما الخير الواصل اليه فخلاصه عن هذا الوجود الدنيوي المعرض للآفات والمحن وماله إلى الرحمة كما سنبينه انشاء الله