عالم الأفلاك وما فيها وما فوقها أصلا بل انما توجد تحت السماء وفي عالم الكون والفساد ومادة الكائنات العنصرية.
والتي يقع فيها من أنواع الشرور قليله بالنسبة إلى الخيرات الواقعة فيها ومنشأ ذلك الوقوع (1) هو قبولها للتضاد الموجب للكون والفساد فإنه لولا التضاد ما صح حدوث الحادثات التي بسبب الاستحالات الباعثة للاستعدادات فما صح وجود نفوس غير متناهية واشخاص كذلك والنفوس لا تحصل الا عند حصول الأبدان واستعدادات مادتها لتعلق النفس بها وذلك لا يحصل الا بتفاعل الكيفيات المتضادة فالتضاد الحاصل (2) في هذا العالم سبب دوام الفيض فيكون خيرا بالنسبة إلى النظام الكلى وشرا بالنسبة إلى الاشخاص الجزئية على أن التضاد الذي هو سبب الكون والفساد ليس بجعل جاعل لان كون الكيفيات كالحرارة والرطوبة واليبوسة وأشباهها متضادة انما هو من لوازم ماهياتها بحسب وجودها الخارجي المادي وان لم يكن من لوازم وجودها العقلي كما وقعت الإشارة اليه ولوازم الوجودات كلوازم المهيات غير مجعوله بالذات فالمجعول بالذات في هذه الأنواع نفس وجوداتها لا نقائصها ونقصاناتها الذاتية كما مر ذكره وقبولها للتضاد من النقائص اللازمة لذاتها لا بجعل جاعل وكما لا يمكن ان يجعل الفاعل والاشكال الكريه