فصل في الإشارة إلى منهج آخر في أن الصادر الأول واحد غير مركب وهو ان العلة المفيضية لا بد وأن يكون بينها وبين معلولها ملائمة ومناسبة لا يكون لها مع غيره تلك الملائمة كما بين النار والاحراق والماء والتبريد والشمس والإضاءة ولذلك لا يوجد بين النار والتبريد والماء والاحراق والأرض والاشراق تلك الملائمة فلو صدر عن واحد حقيقي اثنان فاما بجهة واحده أو بجهتين لا سبيل إلى الأول لان الملائمة هي المشابهة والمشابهة ضرب من المماثلة في الصفة وهي الاتحاد في الحقيقة الا ان هذا الاتحاد إذا اعتبر بين الوصفين كان مماثله وإذا اعتبر بين الموصوفين كان مشابهه فمرجع المشابهة إلى الاتحاد في الحقيقة.
ثم إن الواحد الحقيقي من كل وجه هو الذي صفاته لا تزيد على ذاته فلو شابه الواحد لذاته شيئين مختلفين لساوى حقيقته حقيقتين مختلفتين والمساوي للمختلفين بالحقيقة مختلف والمفروض انه واحد هذا خلف ولا سبيل إلى الثاني والا لم يكن العلة عله واحده حقيقة وهذا قريب المآخذ مما سبق (1) (2).