علم باعتبار قدره من جهة اراده من حيثية عاقل من وجه معقول من وجه وإذا جاز هذه الاعتبارات في ذاته فليجز ان يكون منشئا لصدور أمور متعددة فلم يتفرع حينئذ ما ذهبوا اليه من أنه تعالى لما كان واحدا حقيقيا لم يصدر عنه الا امر بسيط مجرد لتركب الجسم عن الهيولى والصورة واحتياج الهيولى إلى الصورة فلا يكون معلولا أول والصورة أيضا تحتاج في تشخصها إلى العوارض والى الهيولى فلا يكون معلولا أول والعرض يحتاج إلى الموضوع وذلك المجرد ليس نفسا لأنها مع البدن وتحدث بحدوثه فهي اذن عقل مجرد وهو المطلوب.
أقول من زعم أن اتصافه تعالى بالعلم والقدرة وغيرهما من الكمالات الوجودية للموجود بما هو موجود مما يوجب اختلاف جهات وحيثيات ووجوه واعتبارات حتى لا يكون واحدا من جميع الجهات والحيثيات فلا يخلص توحيده عن الاشراك نعوذ بالله منه وقد أسمعناك ان حيثية كل صفه فيها هي بعينها إذا حققتها حيثية الصفة الأخرى فعلمه تعالى بعينه قدرته وقدرته تعالى بعينها ارادته ذاتا واعتبارا وكذا عاقليته بعينها معقوليته ذاتا واعتبارا كما صرح به الشيخ الرئيس في أكثر كتبه بهذه العبارة كون ذات الباري عاقلا ومعقولا لا يوجب اثنينية في الذات ولا اثنينية في الاعتبار فالذات واحده والاعتبار واحد لكن في العبارة تقديم وتأخير للمعاني.
وان قلت العاقلية مضائفة للمعقولية والمتضائفان لا يجتمعان في موضوع واحد من جهة واحده لان التضايف قسم من التقابل فكيف يصح اجتماع العاقلية والمعقولية في شئ (1) واحد من الجهة الواحدة.
قلت ليس الامر كما زعمته فإنه لم يقم (2) على أن كل متضايفين متقابلان لان معنى