لا تفقهون تسبيحهم وقوله ولله يسجد من في السماوات ومن في الأرض وما حكمت به مكاشفات أئمة الكشف والوجدان وأصحاب الشهود والعرفان ان جميع ذرات الأكوان من الجماد والنبات فضلا عن الحيوان احياء ناطقون ساجدون ومسبحون بحمد ربهم فهو اما لأجل ان الوجود وكمالاته من الصفات السبعة (1) (2) متلازمة بعضها لبعض غير منفكة شئ منها عن صاحبه ذاتا وحيثية فكل ما وقع عليه اسم الوجود لا بد وان يقع عليه أسماء هذه الأئمة السبعة من الصفات الا ان العرف العام اطلق اسم الوجود على بعض الأجسام دون اسم القدرة والعلم وغيرهما لاحتجابهم عن الاطلاع عليها واما لان لكل نوع من الأجسام الطبيعية صوره أخرى مفارقه مدبره لهذه الصور الطبيعية فياضة عليها بإذن الله مبدع الامر والخلق بايراد الأمثال وتلك الصور المفارقة لكونها مقومه لهذه الصور الطبيعية نسبتها إلى هذه كنسبه الأرواح إلى الأجساد وبين الجسد والروح نسبه اتحادية كما ستقف عليه فهي حيه بحيوتها عارفه بعرفانها بالحقيقة لا بالمجاز كما ظنه من لم يعرف الفرق بين الجسم بالمعنى الذي هو مادة وبعينه بالمعنى الذي هو جنس فإنه بالاعتبار الثاني متحد بفصله متحصل بصورته التي هي بإزاء مفهوم فصله كما أشرنا اليه وكلا الوجهين لطيف دقيق غامض شريف والأول أولى وأشمل والله ولى التوفيق
(٢٣٥)