الإضافة وحدها كون أحد المفهومين بحيث يلزم من تعلقه تعقل الاخر ومجرد ذلك الحد (1) لا يستلزم تقابلهما في الوجود ولا تغايرهما في الحيثية نعم قد يكون بعض الإضافات بخصوصها مما يقتضى التقابل والتخالف في الوجود بين المتضايفين كالتحريك والتحرك وكالأبوة والبنوة والتقدم والتأخر والعظم والصغر والعلو والسفل لا ان كل اضافه يوجب ذلك.
فالصحيح ان أحد اقسام التقابل الأربعة هو تقابل التضايف لا ان أحد اقسامه هو التضايف كما توهمه الجمهور حسبما رأوا ان الحال في التضاد وغيره على هذا المنوال وهو وهم فاسد على ما هو التحقيق.
ثم قال أقول على أن في دليلهم هذا أيضا نظر من وجوه منها ان الصورة عندهم جزء من عله وجود الهيولاني البتة على ما يشير اليه تلويحا منهم ويلوح اليه إشاراتهم فهي في الوجود متقدمه البتة على الهيولى فليجز ان يصدر عن المبدء أولا معنى الصورة (2) وطبيعتها وبتوسطها يصدر عنه الهيولى على ما ذهبوا اليه في استناد الأفلاك إلى العقول التسعة واستناد هيولي العناصر إلى العقل العاشر ومنها ان كون حدوث النفس مع الجسم مطلقا ممنوع غير بين ولا مبين فلم لا يجوز ان يوجد أولا نفسا من النفوس المجردة الفلكية ويوجد بتوسطها الفلك المتعلقة هي به أو غير ذلك انتهى قوله بعبارته أقول كل من اعتراضية في غاية السقوط لا يورده من له أدنى بضاعة في فن الحكمة فالذي ذكره أولا من أن الصورة جزء من عله وجود الهيولى وإن كان صحيحا كما نظر اليه في مباحث التلازم بينهما لكنه ما اخذ كيفية جزئيتها لعله الهيولى