واعترض عليه بعض الأذكياء بقوله ويرد عليه ان الملائمة المعتبرة في العلة ليست هي الاتفاق في تمام الماهية والمساواة في الحقيقة بل في خصوصيه بها يصدر هو عنها دون غيره كما في النار والاحراق فان مناسبتها للسخونة ليست لتمام ماهيتها بل لخصوصية صورتها النارية فلو كانت العلة ملائمة لذاتها لامرين لم يلزم ان تساويهما في الحقيقة وهو ظاهر.
أقول إذا كانت العلة بسيطه كانت الخصوصية التي بها تلائم المعلول تمام حقيقته وذاتها بخلاف ما إذا كانت مركبه كالنار والماء فان الخصوصية التي بها يصدر عنها الأثر لا يلزم أن تكون تمام حقيقتها بل يجوز أن تكون داخله فيها كالصورة النارية للنار في فعل الاحراق أو عارضه لها ككيفية الحرارة العارضة للماء المتسخن بالقسر في فعله للسخونة في جسم آخر.
ثم قال بقي النظر في أنه تعالى واحد حقيقي كما قصدوه إذ ذهبوا إلى أنه تعالى وجود بحت بسيط برئ عن الماهية وشوائب التكثر مطلقا لكنهم قالوا إنه