ذي الاجزاء إلى اجزاء ذلك الشئ وقد مر ان الشئ شئ بصورته لا بمادته وان صوره الشئ هي نفسه وتمامه وقد علمت أيضا ان العقل كل الأشياء (1) التي بعده على وجه اشرف والطف فمتى قلت العقل فكأنك قلت العالم كله فحيثية صدوره لا تغاير حيثية صدور النظام الجملي الا باعتبار الجمال والتفصيل وقد علم أن المفصل عين المجمل بالحقيقة وغيره بالاعتبار.
فاذن نقول كما أن كونه تعالى بحيث يفيض عنه الخير كله ويعلم الأشياء كلها عين ذاته المقدسة فكذا كونه بحيث يفيض عنه العقل ويعلمه عين ذاته بلا تغاير حيثية الثالث ان كون ايجاب العلة للمعلول بعد مرتبه امكانه حين ما كان المنظور اليه حال ماهية ذلك المعلول لا ينافي كونه سابقا في الوجود عليه ولا أيضا عينيه الشئ وتحققه في الخارج ينافي كونه من الاعتبارات العقلية لماهية من الماهيات إذا قيس مفهومه إليها (2) فان المنظور اليه إذا كان حال ماهية الشئ وعوارضها واحكامها