موضع آخر فان سائر الاشكال انما يبين له بوضع الدائرة وتسليم وجودها فان المثلث الذي هو أول اشكالها المسطحة يصح وجوده ان صحت الدائرة وكذا المربع والمخمس وسائر الاشكال المسطحة والمجسمة.
واما الكره فإنما يصح وجودها على طريق المهندسين إذا أدير دائرة في دائرة والأسطواني إذا حركت دائرة حركه يلزم فيها مركزها في أول الوضع لزوما على الاستقامة والمخروط إذا حرك مثلثا قائم الزاوية على أحد ضلعي القائمة حافظا لطرف ذلك الضلع مركز الدائرة ودائرا بالضلع الثاني على محيط الدائرة.
اما تعريف الدائرة فهو سطح مستو يحيط به خط واحد يفرض في داخله نقطه كل الخطوط المستقيمة الخارجة منها إليه متساوية وتقييد النقطة بالدخول غير لازم في التعريف فإنه لو قيل الدائرة سطح يحيط به خط واحد يمكن ان يفرض نقطه كل الخطوط الخارجة منها إليه متساوية لكان صحيحا.
واعلم أنه لا شك في وجود الخط المستقيم واما الدائرة فقد أنكرها أكثر مثبتي الجزء الذي لا يتجزى فوجب على الحكيم دون غيره كما عرفت بان يقيم البرهان على وجودها وللحكماء في اثبات الدائرة حجج ثلث الأولى انا إذا تخيلنا بسيطا مستويا وخطا مرسوما في ذلك البسيط وتخيلنا إحدى نقطتيه ثابته والأخرى متحركة حولها إلى أن يعود إلى الموضع الذي بدئت منه فإنه يحدث دائرة لان ما رسمته النقطة مسافة لا عرض لها فهي اذن خط مستدير والابعاد في جميع الجوانب من النقطة الثابتة إلى ذلك المستدير متساوية لأنها بمقدار ذلك المستقيم فثبت القول بالدائرة.
وثانيها ان الأجسام البسيطة اشكالها الطبيعة كما ستعرفه هي كرات وإذا قطعت الكره بسطح مستو حدثت لا محاله دائرة.
وثالثها انا إذا فرضنا جسما ثقيلا ونجعل أحد طرفيه أثقل من الاخر ونجعله قائما على السطح قياما معتدلا مماسا له بطرف الأخف فلا شك ان الطرف الملاقى