وأن يكون مختلفا لا متفقا.
اما الأول فلان الرطوبة واليبوسة من الكيفيات الانفعالية دون الفعلية وأورد عليه بأنه ان أريد انهما ليستا فاعلتين والمؤلم بالذات فاعل فيشكل بجعل اليبوسة سببا لتفرق الاتصال أو كليهما لكثير من الأمراض فليكونا سببين للوجع بهذا المعنى من غير توسط تفرق الاتصال فلا ينحصر السبب فيه وفي سوء المزاج الحار أو البارد واما السبب بالذات بمعنى المؤثر بالطبع فلا دليل على كون الحار والبارد وتفرق الاتصال كذلك وان أريد ان الوجع احساس ما والاحساس انفعال والانفعال لا يكون الا عن فاعل وهما ليسا من الكيفيات فيشكل بتصريح الشيخ في مواضع من كتبه بل اطلاق القوم على أنهما من الكيفيات المحسوسة بل أوائل الملموسات وعند خروجهما عن الاعتدال يكونا متنافيين فادراكهما من حيث هما كذلك يكون ألما.
ثم ذكر الشيخ ان سوء المزاج اليابس قد يكون مؤلما بالعرض لأنه قد يتبعه لشدة القبض تفرق الاتصال المؤلم بالذات واعترض بان الرطب أيضا قد يستتبعه بواسطة التحديد اللازم لكثرة الرطوبة المحوجة إلى مكان أوسع.
وأجيب بان ذلك انما يكون في الرطوبة التي مع المادة فيكون الموجب هو المادة لا الرطوبة نفسها.
واما الثاني فلان سوء المزاج المتفق غير مؤلم ولذلك سمى بالمتفق والمستوي حيث شابه المزاج الأصلي في عدم الايلام وذلك لأنه عبارة عن الذي استقر في جوهر العضو وأبطل المقاومة وصار في حكم المزاج الأصلي فلا انفعال فيه للحاسة فلا احساس فلا ألم وأيضا المنافاة انما يتحقق بين شيئين فلا بد من بقاء المزاج الأصلي عند ورود الغريب لتحقق ادراك كيفية متنافية لكيفية العضو فيتحقق الألم.
وأيضا الدق أشد حراره من الغب لان الجسم الصلب لا يتسخن الا عن حراره قويه ولأنها تستعمل فيه مبردات أقوى مما يستعمل في الغب ولأنها تؤدى إلى ذوبان مفرط