اجزاء الغذاء بين اجزاء المغتذى والنامي كما سيجئ في مباحث اثبات القوى النفسانية في علم النفس.
وأقول أيضا ان الانسان لم يكن له نحو من الوجود من بدو خلقته إلى هذا الحد الذي بلغ إليه عمره الا هذا الوجود التحليلي فيمكن ان يكون دائم الألم لكن لما لم يدرك نحوا آخر من الوجود الذي ليس فيه هذا النحو من التفرق ظن أن لا ألم له ولذلك لو فرض انسان قد أدرك ما لأهل النشأة الباقية من الوجود الذي لا يشوبه هذه الاعدام والتفرقات ثم كلف بالبقاء في هذا العالم لمات وجعا وتألما.
وبالجملة هذا التفرق الحاصل بالتحلل كالحركة الجوهرية التي أثبتناها للطبائع التي نحو وجودها وجود تبدلي حدوثه في كل آن يوجب زوال الحادث في الان السابق ومع ذلك لا يقع الاحساس بألم التفرقة في هذا الوجود لما بينا من أن القوة الدراكة وجودها هذا الوجود ووجود الشئ غير مؤلم له كما أن سوء المزاج لاحد ربما يكون مثل المزاج الصحيح لغيره فكان مؤلما لهذا ملذا لذاك واما الذي ذكر من عدم تألم مقطوع العضو دفعه الا بعد لحظه فهذا لا يقتضى عدم كون صوره القطع مؤلمه فان القطع إن كان مع شعور به والتفات إليه كان مؤلما البتة وإن كان مع عدم الشعور والالتفات فلا يدل على ما ادعاه الا ترى ان من صرف فكره إلى امر أهم شريف كالخايض في مسألة علمية أو إلى امر خسيس أيضا كاللعب بالشطرنج أو متوسط كالابتلاء بوجع أقوى أو الوقوع في معركة أو الاهتمام بمهم دنيوي ربما لا يدرك ألم الجوع والعطش وكثير من المؤذيات وكذا حكم المستلذات.
واما الجواب عن الرابع فبان ذلك انما يلزم لو كان ألم لسع العقرب أيضا لتفرق الاتصال فقط وهو ليس بلازم لجواز ان يكون لما يحصل بواسطة الكيفية السمية من سوء مزاج مختلف يكون أقوى تأثيرا من الجراحة العظيمة.
وما ذكره انما يرد نقضا على من لم يجعل التأثير الا لتفرق الاتصال دون سوء المزاج كما اشتهر من جالينوس واتباعه على أنه يمكن الجواب من قبلهم بان