كيحيى بن زكريا (عليهما السلام)، أو تمسكا بالآيتين ﴿وحمله وفصاله ثلاثون شهرا﴾ (١) ﴿وفصاله في عامين﴾ (٢) فلم ينته عثمان بذلك، ونفذ أمره برجم المرأة لإمكان الزنا، فرجمت من غير ذنب، وقد قال تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) (٣) (هم الظالمون) (٤) (هم الفاسقون) (٥) ﴿ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما﴾ (٦).
وفي الجمع بين الصحيحين أن عثمان وعليا حجا، ونهى عثمان عن عمرة التمتع، وفعلها أمير المؤمنين، واعترضه عثمان، وقال: أنا أنهى الناس وأنت تفعله، فقال علي كرم الله وجهه: " ما كنت لأدع سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقول أحد " (٧).
وفيه أيضا أن النبي صلى صلاة المسافر بمنى وغيرها ركعتين، وكذا أبو بكر وعمر وعثمان في صدر خلافته، ثم أتمها أربعا (٨).
وفيه أيضا من عدة طرق أن النبي صلى في السفر دائما ركعتين، ولكن عثمان أتمها بعد مدة من خلافته (٩).
وفي تفسير الثعلبي في قوله تعالى: ﴿إن هذان لساحران﴾ (10) قال عثمان: إن في المصحف لحنا واستقمه العرب بألسنتهم، فقيل له: ألا تغيره فقال: دعوه فلا تحلل حراما، ولا تحرم حلالا (11).
وفي صحيح مسلم أن رجلا مدح عثمان، فجثى المقداد على ركبتيه، وكان رجلا ضخما - عظيم الشأن، كبير المنزلة، حسن الرأي، وقد قال فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إنه قد مني قدا " (12) - فجعل يحثو على وجه الرجل الحصى (13).