نور الأفهام في علم الكلام - السيد حسن الحسيني اللواساني - ج ١ - الصفحة ٣٩٨
وهل ترى يهدي الورى للرشد * من رشده غي ولا يهدي وهل لهذا المنصب الأقصى يصح * من قال للغراب صح أو لا تصح
____________________
ليت أشياخي ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الأسل لأهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل «لعبت هاشم بالملك فلا» * خبر جاء ولا وحي نزل وكان منحنيا على الرأس المقطوع من أبي عبد الله (عليه السلام) ينكت ثناياه الشريفة بقضيب خيزرانه بمرأى ومسمع من أهل بيته، حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (١).
«وهل ترى يهدي الورى للرشد» والصواب من دين الحق «من رشده غي» وضلال؟
«و» هو «لا يهدي» أي لا يهتدي إلى الحق والدين، ولا يعرف شيئا منهما، لعماه وكفره.
وهل يقدم مثله على آل بيت العصمة والطهارة؟ ذراري الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأفلاذ كبده، ومستودع علمه وحكمته، كما قال تعالى: ﴿أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي﴾ (2).
«وهل لهذا المنصب الأقصى» شرفا «يصح» أو يصلح «من قال للغراب صح أو لا تصح» حينما أدخلوا عليه رؤوس أولاد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على أطراف القناة، تتبعها بناته وحريمه، مهج قلب البتول (عليها السلام)؟ وكان اللعين على منظرة قصر له، يسمى جيرون، فلما شاهد تلك الرؤوس المقطعة المقدسة والنساء المسبية المربقة بالحبال، كالأغنام المذللة استبشر فرحا وجعل يهز كتفيه سرورا وأنشأ يقول:
لما بدت تلك الرؤوس وأشرقت * تلك الشموس على ربى جيرون

(١) تاريخ ابن أعثم (الفتوح) ٥: ١٥٠، تاريخ الطبري ٤: ٢٩٣، اللهوف: ٧٨، بحارالأنوار ٤٥: ١٣٢.
(٢) يونس: ٣٥.
(٣٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 ... » »»
الفهرست