ولابد لي من الإقرار بأن كلامي هذا يعكس جانبا من مدى أهمية وعظم كلماته وتجسيده للوقائع وبيانه للعلوم والأحكام والمعارف ولا يحكي الواقع بأتمه.
ويجب أن نذعن بأنه كان أوحديا في مجال النفوذ في القلوب.
ويجب أن نذعن أنه صرف شطرا من عمره المبارك في تبليغ ونشر الأحكام الإلهية وهداية الناس وإرشادهم.
نعم إن تبليغ ووعظ وتعليم المسائل والمعارف الإلهية بدون أجر وثمن والسعي في الوصول إلى أقصى القرى مع عدم توفر الوسائل النقلية ووعورة الطريق، واستنقاذ عوام الناس وأقل المستويات ورفعهم إلى المستوى المطلوب، مما يترك أثرا بالغا في القلوب ولا يمكن تناسيه. ولما كان بعض القرى بحد لا يعرفون أبسط الأمور، أوجب أن يبادر العلامة إلى مباشرة بعض الأمور بيده، كغسل الأموات وغيره.
نعم إن هذا كله صدقة جارية، ويبقى - على رغم مر السنين - سجلا حافلا تجنى ثماره اليانعة، وتفيد معالمه، ويبقى كذكرى خالدة.
تقيده بإقامة مراسم العزاء:
ومن مواقفه الرائعة والجذابة المستولية على القلوب تطرقه إلى ذكر مصائب أهل البيت (عليهم السلام) في منابر وعظه وإرشاده، والتوسل بهم والتوجه بهم لأجل الارتباط بذات الله تعالى بحال الأنين والبكاء و...
وكان حينما يشرع بذكر مصائب أهل البيت ومحنتهم تجده يلقي روعا على القلوب والعيون فتهتز هي وما حولها حتى كأن الجدران ترتعد لمصائبهم ويذوب كل حجر من عظم وكثرة تلك المآسي.
ومن ناحية أخرى كان بكاؤه مزامنا لبكاء الحاضرين وتناثر دموعه يضفي روعة أخرى لمنبره ومواعظه.
وما أجمل تلك الوقفة حينما كان يأخذ بقلوب الحاضرين والمستمعين بلحنه الحزين ورثائه المتين النابع من صميم قلب منكسر، مقارنا لنزول دموعه على