____________________
أيدي السحرة والكهنة وأمثالهم. وأن من فضل الله تعالى ولطفه بعباده منع أولئك الفسقة عن دعوى تلك المنزلة الرفيعة. كما أن رحمته سبحانه منعت عن ظهور الخوارق على يد المدعي الكاذب.
ولو أن المبدع لها أشرف على تلك الدعوى، لامتنع عليه ظهورها. ولعل بعضهم علم ذلك فامتنع عن دعوى النبوة.
ثالثها: مطابقتها للدعوى أو لما يقترح عليه، فلو كانت مخالفة لذلك لم تكن بمعجزة، كما يحكى مثل ذلك عن مسيلمة الكذاب عندما سألوه مسح يده على عين أرمد للشفاء، ولما أجابهم إلى ذلك عميت العين بمسحه من وقته وساعته.
وسألوه أيضا لمعارضة معاجز النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يبصق في بئر قليل النبع حتى يكثر نبعها ويفيض ماؤها، فلما أجابهم إلى ذلك وبصق فيها يبست من حينها وغار ما كان فيها من الماء القليل (١).
رابعها: أن تكون مقرونة بالمغالبة والتحدي، فيستشهد بها المدعي على نبوته، وإلا فلا عبرة بغيرها من الخوارق على تقدير ظهورها على يده.
ولقد أجاد السيد (رحمه الله) في الإشارة إلى تلك الشروط كلها في بيت واحد بقوله:
«فمن أتى بخارق يطابق» دعواه مع كون ما أتى به «تحديا فهو النبي الصادق» فإن لفظ أتى باعتبار أفراده ربما يستفاد منه كون فاعله منفردا في إبداعه، من غير اشتراك أحد معه بالبحث والتعليم، كما ربما يستفاد منه أيضا كون الإتيان به ارتجاليا من غير سبق ترو منه ولا تجربة على سبيل قوله تعالى: ﴿فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون﴾ (٢) ﴿فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا﴾ (3).
وأما الثلاثة الأخر من الشروط المذكورة فدلالته عليها واضحة.
خامسها: أن لا يوجد في عصره من يعمل مثل عمله، أو يأتي بخارق مثل
ولو أن المبدع لها أشرف على تلك الدعوى، لامتنع عليه ظهورها. ولعل بعضهم علم ذلك فامتنع عن دعوى النبوة.
ثالثها: مطابقتها للدعوى أو لما يقترح عليه، فلو كانت مخالفة لذلك لم تكن بمعجزة، كما يحكى مثل ذلك عن مسيلمة الكذاب عندما سألوه مسح يده على عين أرمد للشفاء، ولما أجابهم إلى ذلك عميت العين بمسحه من وقته وساعته.
وسألوه أيضا لمعارضة معاجز النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يبصق في بئر قليل النبع حتى يكثر نبعها ويفيض ماؤها، فلما أجابهم إلى ذلك وبصق فيها يبست من حينها وغار ما كان فيها من الماء القليل (١).
رابعها: أن تكون مقرونة بالمغالبة والتحدي، فيستشهد بها المدعي على نبوته، وإلا فلا عبرة بغيرها من الخوارق على تقدير ظهورها على يده.
ولقد أجاد السيد (رحمه الله) في الإشارة إلى تلك الشروط كلها في بيت واحد بقوله:
«فمن أتى بخارق يطابق» دعواه مع كون ما أتى به «تحديا فهو النبي الصادق» فإن لفظ أتى باعتبار أفراده ربما يستفاد منه كون فاعله منفردا في إبداعه، من غير اشتراك أحد معه بالبحث والتعليم، كما ربما يستفاد منه أيضا كون الإتيان به ارتجاليا من غير سبق ترو منه ولا تجربة على سبيل قوله تعالى: ﴿فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون﴾ (٢) ﴿فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا﴾ (3).
وأما الثلاثة الأخر من الشروط المذكورة فدلالته عليها واضحة.
خامسها: أن لا يوجد في عصره من يعمل مثل عمله، أو يأتي بخارق مثل