التخصيص وبيان الدليل وإن أراد بهم مطلق المعتزلة أو الذين يكفرون ببدعتهم فيصح إطلاقه المتقدم ويبطل ما قاله الشيخان المذكوران ويكون المراد حقيقة الخسران في قوله فيا خسران أهل الاعتزال قال شارح قال الجوهري خسرت الشئ بالفتح وأخسرته: نقصته والخسار والخسارة والخسرى: الضلالة والهلاك يقال الهالك خاسر لأنه خسر نفسه وأهله يوم القيامة ومنع منزلته من الجنة إذا علم ذلك فإن كان الناظم من القائلين بكفرهم انخرط كلامه في سلك هذا المعنى الذي ذكر للخسران وإن لم يره وهو الراجح فمراده أصل معنى الخسران لإتمامه فتأمل وروي عن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة رضي الله عنها إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا إنما هم أصحاب البدع والأهواء وأصحاب الضلالة من هذه الأمة يا عائشة إن لكل صاحب ذنب توبة غير أصحاب البدع وأصحاب الأهواء فليس لهم توبة وأنا برئ منهم وهم برءاء منا وفي الحديث وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة رواه أبو داود والترمذي وجاء هذا الحديث في بعض الروايات فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار وقال بعض المفسرين، المغضوب عليهم: هم أهل البدعة وعن عطاء الخراساني لما نزل قوله تعال ومن يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما صرخ إبليس صرخة عظيمة اجتمع عليه جنوده من أقطار الأرض قائلين ما هذه الصرخة التي أفزعتنا قال أمر أنزل بي لم ينزل قط أعظم منه قالوا وما هو فتلا عليهم الآية وقال هل عندكم من حيلة قالوا ما عندنا حيلة فقال اطلبوا وإني سأطلب قال فلبثوا ما شاء الله ثم صرح صرخة أخرى أعظم من الأولى فاجتمعوا عليه وقالوا ما هذه الصرخة التي أعظم من الأولى قال هل وجدتم شيئا قالوا لا قال لكني وجدت قالوا وما وجدت قال أزين لهم البدع حتى يتخذوها دينا ثم لا يتوبون ولا يستغفرونه فأبلغ المقصود وجاء في الحديث أبي الله أن يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعته وأخرج أبو نعيم: أهل البدعة شر الخلق والخليقة وهما مترادفان وقيل المراد بالأول البهائم وبالثاني غيرهم وأخرج غيره أصحاب البدع كلاب النار قال بعض المحققين واعلم أن أهل البدعة سبعة: المعتزلة القائلون بأن العباد خالقوا أفعالهم وهم الذين ينفون الرؤية ويقولون بوجوب الثواب والعقاب وهم عشرون فرقة الثانية الشيعة المفرطون في محبة علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه
(٤٥)