بناء المقالة الفاطمية - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٥٨
الصحائف يراعته (1)، ولا تسري في فلوات اللطائف عزمته، إذ بسيف أمير المؤمنين - عليه السلام - قتل تسعة من أرباب الألوية، فكيف بمن عداهم؟
وقتل الواحد الفرد من أرباب الألوية يقاوم قتال جيش، لاكتناف الصناديد بهاتيك البنود، ومعرفتهم أن الحراسة بعزها (2) المعقود، وبكونهم (3) روح الأنجاد الأمجاد الصابرين على الجلاد، قوام العساكر قوام عزها الباهر، وما عرفنا لمن أشار إليه اصطلام قرن أو كشف غمة، بل الذي نقله السدي: أن طلحة استسلم وعزم على ما لا أقدم (4) على حكاية، ولا أرى التهجم بروايته.
وأما ابن عمه فما عرفت أنه ذكر في تلك الوقعة بمقام صيال ومحل جلاد.
وتعلق (5) في شجاعة منصوره، بشتم بديل بن ورقاء يوم الحديبية وشتم عروة بن مسعود (6)، وكان ذلك وهو مع رسول الله ومعه أصحابه، هذا هو

(١): ن يراعة.
(٢) ن: يعزها.
(٣) ن: يلويهم.
(٤) ق: أقدر.
(٥) قال الجاحظ في العثمانية: ٦٤.
" وأبو بكر الذي لما أتى بديل بن ورقاء الخزاعي يوم الحديبية في نفر من أصحابه فأقبل على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد لقد اغتررت بقتال قومك، وإن قريشا ستقاتلكم عن ذراريهم وأموالهم، قد استنفروا الأحابيش وخرجوا إلى بلدح معهم العوذ المطافيل، والله ما أرى معك أحدا له وجه مع أني أراكم قوما لا سلاح لكم، ولد قد عض هؤلاء الحديد لقد أسلموكم. قال أبو بكر: عضضت ببظر اللات، أنحن نسلمه؟ قال له بديل: أما والله لولا يدلك عندي لأجبتك والله إني وقومي لنحب أن يظهر محمد ".
(٦) قال الجاحظ:
" وأقبل عروة بن مسعود في نفر من قومه حتى أناخ راحلته عند النبي (صلى الله عليه وآله) وقال:
أني تركت كعبا وعامرا على أعداد الحديبية، معهم العوذ المطافيل وما أرى معك أحدا أعرف وجه ونسبه، وأنهم لخلقاء أن يخذلوك - والقوم سكوت - فغضب أبو بكر وقال: امصص بظر اللات، أنحن نخذله؟ قال عروة: أما والله لولا يدلك عندي لأجبتك " أنظر العثمانية: ٦٤.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»
الفهرست