كبيرة تثبت بأمور الأول النص المعتبر على انها كبيرة كما ورد في بعض المعاصي وقد عد منها في الحسن كالصحيح المروى عن الرضا عليه السلام من نيف وثلثين فإنه كتب إلى المأمون من محض الايمان اجتناب الكبائر وهي قتل النفس التي حرم الله والزنا والسرقة وشرب الخمر وعقوق الوالدين والفرار من الزحف واكل مال اليتيم ظلما واكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به من غير ضرورة واكل الربا بعد البينة والسحت والميسر وهو القمار والنجس في المكيال والميزان وقذف المحصنات واللواط وشهادة الزور والياس من روح الله والامن من مكر الله والقنوط من رحمة الله ومعونة الظالمين والركون إليهم واليمين الغموس وحبس الحقوق من غير عسرة والكذب والكبر والاسراف والتبذير والخيانة والاستخفاف بالحج والمحاربة لأولياء الله والاشتغال بالملاهي والإصرار على الذنوب الثاني النص المعتبر على انها مما أوجب الله عليه النار سواء اوعد في الكتاب أو أخبر النبي صلى الله عليه وآله أو الإمام عليه السلام بأنه مما يوجب النار لدلالة الصحاح المروية في الكافي وغيرها على انها ما أوجب الله عليه النار ولا ينافيه ما دل على انها مما اوعد الله عليه النار بناء على أن ايعاد الله انما هو في كلامه المجيد فهو مقيد لاطلاق ما أوجب الله الثالث النص في الكتاب الكريم على ثبوت العقاب عليه بالخصوص يعنى لا من حيث عموم المعصية ليشمله قوله (تع) ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم ونحو ذلك ما إذا كشف السنة عن ايعاد الله (تع) مثل قوله (ع) من قال في مؤمن ما رأت عيناه أو سمعت اذناه فهو من الذين قال الله (تع) الذين يحبون الخ؟ والدليل على ثبوت الكبيرة بما ذكر في هذا الوجه صحيحة عبد العظيم بن عبد الله الحسنى المروية في الكافي عن أبي جعفر الثاني عن أبيه عن جده (ع) يقول دخل عمرو بن عبيد على أبى عبد الله (ع) فلما أسلم وجلس تلا هذه الآية الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش ثم أمسك فق؟ له أبو عبد الله (ع) ما أمسكك قال أحب ان اعرف الكبائر من كتاب الله عز وجل فق؟ (ع) نعم يا عمرو أكبر الكبائر الاشراك بالله يقول الله من يشرك بالله فقد حرم عليه الجنة وبعده الياس من روح الله لان الله (تع) يقول لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون ثم الامن من مكر الله لان الله عز وجل يقول لا يا من من مكر الله الا القوم الخاسرون ومنها عقوق الوالدين لان الله (تع) جعل العاق جبارا شقيا وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق لان الله (تع) يقول فجزاؤه جهنم خالدا فيها الآية وقذف المحصنة لان الله (تع) يقول لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم واكل مال اليتيم لان الله (تع) يقول انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا والفرار من الزحف لان الله (تع) يقول ومن يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله وماويه جهنم وبئس المصير واكل الربا لان الله (تع) يقول الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس والسحر لان الله عز وجل يقول ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق والزنا لان الله (تع) يقول ومن (يفعل ذلك صح) يلق آثاما يضاعف له العذاب يوم القيمة ويخلد فيه مهانا واليمين الغموس الفاجرة لان الله (تع) يقول الذين يشترون بعهد الله وايمانهم ثمنا قليلا أولئك لأخلاق لهم في الآخرة والغلول لان الله عز وجل يقول ومن يغلل يأت بما غل يوم القيمة ومنع الزكاة المفروضة لان الله عز وجل يقول فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم وشهادة الزور وكتمان الشهادة لان الله عز وجل يقول ومن يكتمها آثم قلبه وشرب الخمر لان الله عز وجل نهى عنه كما نهى عن عبادة الأوثان وترك الصلاة متعمدا وشيئا مما فرضه الله لان رسول الله صلى الله عليه وآله قال من ترك الصلاة متعمدا فقد برء من ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وآله ونقض العهد وقطيعة الرحم لان الله (تع) يقول لهم اللعنة ولهم سوء الدار قال فخرج عمرو وله صراخ في بكائه وهو يقول هلك من قال برايه ونازعكم في الفضل والعلم الرابع دلالة العقل والنقل على أشدية معصية مما ثبت كونها من الكبيرة أو مساواتها كما في قوله (تع) والفتنة أكبر من القتل وفي الكذب شر من الشراب وكما ورد ان الغيبة أشد من الزنا ومثل حبس المحصنة للزنا فإنه أشد من القذف بحكم العقل ومثل اعلام الكفار بما يوجب غلبتهم على المسلمين فإنه أشد من الفرار من الزحف الخامس ان يرد النص بعدم قبول شهادة عليه كما ورد النهى عن الصلاة خلف العاق لوالديه ثم لا اشكال في أن الاصرار على الصغيرة من الكبائر ويدل عليه قبل الاجماع المحكي عن التحرير وغيره النصوص الواردة منها انه لا صغيرة مع الاصرار ولا كبيرة مع الاستغفار فان النفي في الصغيرة راجع إلى خصوص وصف الصغرية وإن كان في الكبيرة راجع إلى نفى ذاتها حكما ومنها ما عن البحار عن تحف العقول عن أبي جعفر (ع) في حديث ان الاصرار على الذنب امن من مكر الله ولا يا من مكر الله الا القوم الخاسرون بضميمة ما ورد من أن الامن من مكر الله من الكبائر ومنها ما رواه في العيون بسنده الحسن كالصحيح إلى الفضل شاذان حيث عد الكبائر وعد منها الاصرار على صغار الذنوب انما الاشكال في معنى الاصرار والظ؟ بقاؤه؟ على معناه اللغوي العرفي أعني الإقامة والمداومة عليه وملازمته ولا اشكال في أن العاصي ان تاب عن معصيته السابقة ثم أوقع معصية أخرى لم يصدق عليه الاصرار ولو فعل ذلك مرارا واليه ينظر؟ قوله (ع) ما أصر من استغفره وكذا فحوى لا كبيرة مع الاستغفار فيشترط في صدق الاصرار عدم التوبة عن المعصية السابقة
(٤١١)