الله سكان الأرض من بعد قوم نوح وزادهم بسطة في الخلق، كان أطولهم مائة ذراع وأقصرهم سبعين ذراعا.
وقال أبو جعفر الباقر عليه السلام: كانوا كأنهم النخل الطوال فكان الرجل منهم يضرب الجبل بيده فيهدم منه قطعة وكانوا يعبدون أصناما سموها آلهة، ولذا قال لهم هود (ع): (أتجادلونني في أسماء سميتموها). وقيل معناه تسميتهم لبعضها انه يسقيهم المطر والأرض وانه يأتيهم بالرزق والآخر انه يشفى المرضى والآخر انه يصحبهم في السفر، وهؤلاء الذين أهلكهم الله بالريح، خرج على قدر الخاتم وكانوا يقولون لنبيهم هود ولا نقول فيك الا انه أصابك بعض آلهتنا بسوء فخبل عقلك لسبك إياه، وكانوا يبنون البنيان بالمواضع المرتفعة ليشرفوا على المارة فيسخروا بهم ويعبثوا منهم. وقيل إن معنى قوله: (اتبنون بكل ريع) هو اتخاذهم بروجا للحمام عبثا ولما دعاهم ولم ينفع بهم حبس الله سبحانه عنهم المطر فساق إليهم سحابة سوداء فاستبشروا وقالوا هذا عارض ممطرنا، فقال هود بل هو العذاب الذي طلبتموه فأرسل الله عليهم ريحا أهلكت كل شئ واعتزل هود ومن معه في حضيرة لم يصبهم من تلك الريح الا ما تلين على الجلود وتلتذ به الأنفس وانها لتمر على عاد بالظعن ما بين السماء والأرض حتى ترى الظعينة كأنها جرادة وقد سخر تلك الريح عليهم سبع ليال وثمانية أيام، قال وهب: هي التي تسميها العرب أيام العجوز ذات برود ورياح شديدة، وانما نسبت إلى العجوز، لان عجوزا دخلت سربا فتبعتها الريح فقتلتها في اليوم الثامن.
(وفى تفسير على بن إبراهيم) ان عادا كانت بلادهم في البادية وكانت لهم زرع ونخل كثير ولهم أعمار طويلة وأجسام طويلة فعبدوا الأصنام فبعث الله إليهم هودا يدعوهم إلى الاسلام فأبوا ولم يؤمنوا بهود وآذوه فكفت السماء عنهم سبع سنين حتى قحطوا وكان هود زارعا وكان يسقى الزرع، فجاء قوم إلى بابه يريدونه، فخرجت عليهم امرأته شمطاء عوراء، فقالت ومن أنتم؟ فقالوا نحن من بلاد كذا وكذا أجدبت بلادنا، فجئنا إلى هود نسأله ان يدعو الله حتى تمطر وتخصب