يبقون معه فيفترقون كل فرقة ثلاث فرق على ذلك فلما كان في العاشرة جاء إليه رجل من أصحابه فقال: يا نبي الله فعلت بنا ما وعدت أو لم تفعل، فأنت صادق نبي مرسل لا نشك فيك ولو فعلت ذلك بنا، قال فعند ذلك من قولهم أهلكهم الله لقول نوح، وادخل الخاص معه السفينة فنجاهم الله تعالى ونجى نوحا معهم بعد ما صفوا وذهب الكدر منهم.
(كتاب القصص) لمحمد بن جرير الطبري: ان الله تعالى أكرم نوحا بطاعته وكان طوله ثلاثمائة وستين ذراعا، بذراع زمانه. وكان لباسه الصوف ولباس إدريس قبله الشعر، وكان يسكن الجبال ويأكل من نبات الأرض.
وفى حديث آخر: انه كان نجارا فجاءه جبرئيل عليه السلام بالرسالة وقد بلغ عمره أربعمائة سنة وستين سنة، فقال له: ما بالك معتزلا؟ قال لان قومي لا يعرفون الله فاعتزلت عنهم، فقال جبرئيل عليهم السلام فجاهدهم، فقال نوح عليه السلام لا طاقة لي بهم ولو عرفوني لقتلوني فقال له فان أعطيت القوة كنت تجاهدهم؟ قال وا شوقاه إلى ذلك، فقال له نوح من أنت؟ فصاح جبرئيل (ع) صيحة واحدة، فأجابته الملائكة بالتلبية ورجت الأرض وقالت لبيك لبيك يا رسول رب العالمين فبقى نوح مرعوبا، فقال له جبرئيل عليه السلام انا صاحب أبويك آدم وإدريس والرحمن يقرؤك السلام، وقد اتيتك بالبشارة وهذا ثوب الصبر وثوب اليقين وثوب النصرة وثوب الرسالة والنبوة وآمرك ان تتزوج بعمارة بنت ضمران بن أخنوخ فإنها أول من تؤمن بك، فمضى نوح عليه السلام يوم عاشوراء إلى قومه وفى يده عصا بيضاء وكانت العصا تخبره بما يكن به قومه، وكان رؤساؤهم سبعين الف جبار عند أصنامهم في يوم عيدهم، فنادى لا إله إلا الله، فارتجت الأصنام وخمدت النيران واخذهم الخوف، وقال الجبارون من هذا؟ فقال نوح: انا عبد الله وابن عبديه بعثني إليكم رسولا، فسمعت عمورة كلام نوح فآمنت به فعاتبها أبوها أيؤثر فيك قول نوح في يوم واحد وأخاف ان يعرف الملك بك فيقتلك، فقالت عمورة: يا أبت أين عقلك وحلمك نوح رجل وحيد ضعيف يصيح فيكم تلك الصيحة فيجرى عليكم