البئر ابدا حتى يبلغ الماء، فحفروا حتى وضعوا في كل مائة قامة بكرة حتى انتهوا إلى صخرة فضربوها بالمعول فانكسرت فخرجت عليهم منها ريح باردة فمات من كان بقربها، فأخبروه بذلك فلم يعلم ما ذاك فقالوا سل ابن الرضا عن ذلك وهو أبو الحسن على بن محمد العسكري عليه السلام، فكتب إليه يسأله عن ذلك، فقال عليه السلام:
تلك بلاد الأحقاف - اي الرمل - وهم قوم عاد الذين أهلكهم الله بالريح الصرصر وكان نبيهم هود وكانت بلادهم كثيرة الخير، فحبس الله عنهم المطر سبع سنين، حتى أجدبوا وذهب خيرهم وكان هود يدعوهم فلم يؤمنوا. فأوحى الله إلى هود عليه السلام: ان يأتيهم العذاب في وقت كذا وكذا ريح فيها عذاب اليم، فلما كان ذلك الوقت نظروا إلى سحاب قد أقبلت ففرحوا بالمطر، فقال هود عليه السلام بل هو عذاب استعجلتم بطلبه، ريح فيها عذاب اليم فأصبحوا لا يرى الا مساكنهم، وكل هذه الأخبار من هلاك الأمم تخويف وتحذير لامة محمد صلوات الله عليه وآله (وقال عليه السلام) الرياح خمسة منها العقيم فنعوذ بالله من شرها.
(وقال رسول الله صلى الله عليه وآله): ما خرجت ريح قط الا بمكيال الا زمن عاد فإنها عتت على خزانها، فخرجت في مثل خرق الإبرة فأهلكت قوم عاد.
(الكافي) عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان لله جنودا من رياح يعذب بها من يشاء ممن عصاه، ولكل ريح منها ملك موكل بها، فإذا أراد الله ان يعذب قوما بنوع من العذاب، أوحى الله إلى الملك الموكل بذلك النوع من الريح التي يريد ان يعذبهم بها، قال: فيأمرها الملك فتهيج كما يهيج الأسد المغضب، قال ولكل ريح منهن اسم، اما تسمع قوله تعالى في عاد: (إذا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر) وقال تعالى الريح العقيم وقال (ريح فيها عذاب اليم) وقال: (فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت) وما ذكر من الرياح التي يعذب الله بها من عصاه.
(علل الشرايع) بالاسناد عن وهب قال: ان الريح تحت هذه الأرض التي نحن عليها قد زمت بسبعين الف زمام من حديد، قد وكل بكل زمام سبعون الف ملك، سلطها الله عز وجل على عاد، استأذنت خزنة الريح ربها عز وجل ان