من الغد وقفت وسط قريتهم، فلا يبقى في القرية أحد الا حلب منها حاجته، وكان فيهم تسعة من رؤسائهم يفسدون في الأرض، فعقروا الناقة وقتلوها وقتلوا فصيلها، فلما عقروا الناقة قالوا لصالح ائتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين. قال صالح:
(تمتعوا في داركم ثلاثة أيام) وعلامة هلاككم انه تصفر وجوهكم غدا وتحمر بعد غد وتسود يوم الثالث، فلما كان من الغد نظروا إلى وجوههم قد اصفرت فلما كان اليوم الثاني احمرت مثل الدم فلما كان الثالث اسودت وجوههم، فبعث الله عليهم صيحة جبرئيل (ع) صاح بهم صيحة تقطعت بها قلوبهم وخرقت منها أسماعهم فماتوا أجمعين في طرفة عين، ثم ارسل الله عليهم نارا من السماء فأحرقتهم.
(قال) الحسن بن محبوب: حدثني رجل من أصحابنا يقال له سعيد بن زيد في حديث طويل قال فيه: وكانت مواشيهم تنفر منها لعظمها، فهموا بقتلها، قالوا وكانت امرأة جميلة يقال لها صدوب ذات مال وبقر وغنم، وكانت أشد الناس عداوة لصالح، فدعت رجلا من ثمود يقال له مصدع، وجعلت له على نفسها على أن يعقر الناقة، وامرأة أخرى يقال لها عنيزة، دعت قدار بن سالف وكان احمر أزرق قصيرا وكان ولد زنا ولم يكن لأبيه، ولكنه ولد على فراشه، قالت أعطيك أي بناتي شئت على أن تعقر الناقة، فانطلق قدار ومصدع فاستغويا غواة ثمود فاتبعهما سبعة نفر وأجمعوا على عقر الناقة. ولما ولد قدار وكبر وجلس مع أناس يصيبون من الشراب فأرادوا ماءا يمزجون به شرابهم وكان ذلك اليوم شرب الناقة، فوجدوا الماء قد شربته الناقة، فاشتد ذلك عليهم فقال قدار هل لكم في أن أعقرها لكم؟ قالوا نعم.
(وقال كعب) كان سبب عقرهم الناقة ان امرأة يقال لها ملكا كانت قد ملكت ثمودا فلما أقبلت الناس على صالح وصارت الرياسة إليه حسدته، فقالت لامرأة يقال لها قطام وكانت معشوقة قدار بن سالف ولامرأة أخرى يقال لها قبال كانت معشوقة مصدع وكان قدار ومصدع يجتمعان معهما كل ليلة ويشربون الخمر فقالت لهما ملكا إن اتاكما الليلة قدار ومصدع فلا تطيعاهما وقولا لهما ان الملكة