فأمرهم ان يوسعوا الخرق فجعلوه شبه الباب العظيم، ثم دلي فيه رجلان في شق محمل، فقال ائتوني بخبر هذا فنزلا ومكثا مليا ثم حركا الحبل، فاصعدا فقال لهما، ما رأيتما؟ قالا أمرا عظيما نساء ورجالا وبيوتا وآنية ومتاعا كلهم مسوخ من حجارة، فاما الرجال والنساء فعليهم ثيابهم. فمن بين قاعد ومضطجع ومتكئ، فلما مسسناهم إذا ثيابهم تتقشأ مثل الهباء، ومنازلهم قائمة، فكتب بذلك أبو موسى إلى المهدى، فكتب إلى المدينة إلى موسى بن جعفر عليه السلام يسأله ان يقدم عليه، فقدم عليه، فأخبره فبكى بكاءا شديدا، وقال يا أمير المؤمنين هؤلاء بقية أصحاب عاد غضب الله عليهم فساخت بهم منازلهم، هؤلاء أصحاب الأحقاف - أي الرمل - أقول: قال المبرد المراد من الأحقاف الرمل الكثير، وهي رمال بين عمان إلى حضرموت. وقيل هي باليمن مشرفة على البحر.
(اكمال الدين) مسندا إلى أبى وائل قال: ان رجلا يقال له عبد الله بن قلابة خرج في طلب إبل له قد شردت، فبينما هو في صحاري عدن في الفلوات إذ هو قد وقع على مدينة عليها حصن حول ذلك الحصن قصور كثيرة وأعلام طوال فلما دنى منها ظن أن فيها من يسأله عن إبله فلم ير داخلا ولا خارجا، فنزل عن ناقته وعقلها وسل سيفه ودخل من باب الحصن فإذا هو ببابين عظيمين لم ير في الدنيا أعظم منهما ولا أطول، وإذا خشبهما من أطيب عود وعليها نجوم من ياقوت اصفر وياقوت احمر ضوءها قد ملأ المكان، فلما رأى ذلك المكان أعجبه ففتح أحد البابين ودخل فإذا هو بمدينة لم ير الراؤون مثلها قط، وإذا هو بقصور وكل قصر منها معلق تحته أعمدة من زبرجد وياقوت فوق كل قصر منها غرف وفوق الغرف غرف مبنية بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت والزبرجد، وعلى كل باب من أبواب تلك القصور مصاريع مثل مصاريع باب المدينة من عود طيب قد نضدت عليه اليواقيت وقد فرشت تلك القصور باللؤلؤ وبنادق المسك والزعفران، فلما رأى ذلك ولم ير أحدا أفزعه ذلك، ونظر إلى الأزقة وإذا في كل زقاق منها أشجار قد أثمرت تحتها أنهار تجرى، فقال هذه الجنة التي وعد الله عز وجل لعباده في الدنيا فالحمد لله الذي