كل يوم قامة رجل، وكان يونس (ع) في بطن الحوت يسبح الله ويستغفره فسمع قارون صوته فقال للملك الموكل به انظرني اسمع كلام آدمي، فأوحى الله إلى الملك: أنظره، فأنظره.
ثم قال قارون: من أنت؟ قال يونس (ع): أنا المذنب الخاطئ يونس بن متى، قال: فما فعل شديد الغضب في الله موسى بن عمران؟ قال: هيهات هلك، قال:
فما فعل الرؤوف الرحيم على قومه هارون بن عمران؟ قال: هلك، قال: فما فعلت كلثم بنت عمران التي كانت سميت لي؟ قال: هيهات ما بقى من آل عمران أحد، قال قارون: وا أسفاه على آل عمران، فشكر الله له ذلك فأمر الله الملك الموكل به أن يرفع عنه العذاب أيام الدنيا؟ فرفع عنه.
فلما رأى يونس عليه السلام ذلك (نادى في الظلمات أن لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فاستجاب له وأمر الحوت فلفظته على ساحل البحر وقد ذهب جلده ولحمه، وأنبت الله شجرة من يقطين فأظلته من الشمس فسكن، ثم امر الله الشجرة فتنحت عنه ووقعت الشمس عليه فجزع.
فأوحى الله إليه: يا يونس لم لم ترحم مائة الف أو يزيدون، وأنت تجزع من ألم ساعة؟ فقال: يا رب عفوك عفوك، فرد الله صحة بدنه، ورجع إلى قومه وآمنوا به.
قال: فمكث يونس عليه السلام في بطن الحوت تسع ساعات.
(وعن) أبي جعفر عليه السلام: ثلاث ساعات.
وقال علي بن إبراهيم في قوله (وذا النون إذ ذهب مغاضبا) قال هو يونس (ع) قوله: (فظن أن لن نقدر عليه) قال: أنزله على أشد الأمرين فظن به أشد الظن.
وقال: ان جبرئيل عليه السلام استثنى في هلاك قوم يونس (ع) ولم يسمعه يونس (ع) قلت: ما كان حال يونس (ع) لما ظن أن الله لم يقدر عليه؟ قال:
من أمر شديد، قلت: وما كان سببه حتى ظن أن الله لم يقدر عليه؟ قال: وكله إلى نفسه طرفة عين.