(وعن) أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعت أم سلمة النبي صلى الله عليه وآله يقول في دعائه: اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا، فسألته في ذلك، فقال:
صلى الله عليه وآله: يا أم سلمة وما يؤمنني، وإنما وكل الله يونس بن متى إلى نفسه طرفه عين، وكان منه ما كان.
(عيون الأخبار) في خبر ابن الجهم انه سأل المأمون الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل: (وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه)، فقال الرضا (ع): ذلك يونس بن متى (ذهب مغاضبا) لقومه (فظن) بمعنى استيقن (أن لن نقدر عليه) اي لن نضيق عليه رزقه، ومنه قوله عز وجل: (وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه) اي ضيق عليه وقتر (فنادى في الظلمات) ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة الحوت، (أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) بتركي مثل هذه العبادة التي قد فرغتني لها في بطن الحوت.
يقول مؤلف الكتاب أيده الله تعالى: هذا التأويل الوارد في أن سند هذا الحديث هو الموافق لمذهب الامامية رضوان الله عليهم.
وأما ما وقع في الخبر الأول، فهو موافق لمذاهب العامة.
(العياشي) عن الباقر (ع) في حديث طويل، قال فيه: انه بعد ما سأل يونس ربه نزول العذاب على قومه، ان فيهم الحمل والجنين والطفل والشيخ الكبير والمرأة الضعيفة والمستضعف، وأنا الحكم العدل، سبقت رحمتي غضبي لا أعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، وهم يا يونس عبادي أحب أن أتأنيهم وأرفق بهم وأنتظر توبتهم، وانما بعثتك إلى قومك لتعطف إليهم وتكون لهم كهيئة الطبيب المداوي والعالم بمداواة الداء، فخرقت بهم ولم تستعمل قلوبهم بالرفق، ثم سألتني من سوء نظرك العذاب عند قلة الصبر منك، وعبدي نوح كان أصبر منك على قومه وأحسن صحبة وأشد تأنيا، فغضبت له حين غضب لي وأجبته حين دعاني.
فقال يونس (ع): يا رب انما غضبت عليهم فيك وانما دعوت عليهم حين عصوك فوعزتك لا أتعطف عليهم برأفة أبدا، فأنزل عليهم عذابك فإنهم لا يؤمنون أبدا