إذا توسطه انفرج له جذع شجرة فدخل فيه وانطبقت عليه الشجرة، واقبل إبليس يطلبه معهم حتى انتهى إلى الشجرة التي دخل فيها زكريا (ع) فقاس لهم إبليس الشجرة من أسفلها إلى أعلاها، حتى إذا وضع يده على موضع القلب من زكريا عليه السلام فنشروا بمنشارهم وقطعوا الشجرة وقطعوه في وسطها ثم تفرقوا عنه وتركوه وغاب عنهم إبليس حتى فرغ مما أراد.
فكان آخر العهد به ولم يصب زكريا عليه السلام من ألم المنشار شئ.
ثم بعث الله عز وجل الملائكة فغسلوا زكريا وصلوا عليه ثلاثة أيام من قبل ان يدفن. وكذلك الأنبياء عليهم السلام لا يتغيرون ولا يأكلهم التراب ويصلي عليهم ثلاثة أيام، ثم يدفنون.
(إكمال الدين) عن الصادق (ع) قال: أفضى الأمر بعد دانيال إلى عزير وكانوا يجتمعون إليه ويأخذون عنه معالم دينهم.
فغيب الله عنهم شخصه مائة عام، ثم بعثه، وغابت الحجج بعده، واشتدت البلوى على بني إسرائيل، حتى ولد يحيى بن زكريا عليهم السلام وترعرع.
فظهر وله سبع سنين، فقام في الناس خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، وأخبرهم ان محن الصالحين انما كانت لذنوب بني إسرائيل، ووعدهم الفرج بقيام المسيح (ع) بعد نيف وعشرين سنة من هذا القول (قصص) الراوندي عنه (ع) قال: ان ملكا كان على عهد يحيى بن زكريا عليه السلام، لم يكفه ما كان عليه من الطروقة، حتى ينال امرأة بغيا، فكانت تأتيه حتى أسنت، فلما أسنت هيأت ابنتها ثم قالت لها اني أريد ان آتي بك الملك، فإذا واقعك فيسأل ما حاجتك فقولي حاجتي ان تقتل يحيى بن زكريا.
فلما واقعها سألها عن حاجتها فقالت قتل يحيى بن زكريا.
فبعث إلى يحيى (ع) فجاءوا به، فدعا بطشت فذبحه فيها، وصبوه على الأرض، فيرتفع الدم ويعلو، فأقبل الناس يطرحون عليه التراب، فيعلو عليه الدم حتى صار تلا عظيما، ومضى ذلك القرن.