حوا لا انها خلقت منه بعد خلقه فإنه يلزم كما قال عليه السلام ان يكون آدم ينكح بعضه بعضا فيقوى بذلك مذهب المجوس في نكاح المحرمات.
(وعن جميل بن دراج) عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن إبليس أكان من الملائكة وهل كان يلي من امر السماء شيئا قال لم يكن من الملائكة ولم يكن يلي من امر السماء شيئا كان من الجن وكان مع الملائكة وكانت الملائكة تراه انه منها وكان الله يعلم أنه ليس منها فلما امر بالسجود كان منه الذي كان.
(وقال) عليه السلام لما خلق الله آدم قبل ان ينفخ فيه الروح كان إبليس يمر به فيضربه برجله ويقول إبليس لأمر ما خلقت.
وقال السيد ابن طاووس في كتاب سعد السعود (1) من صحائف إدريس النبي (ع) خلق الله آدم على صورته التي صورها في اللوح المحفوظ، يقول علي ابن طاوس فاسقط بعض المسلمين بعض هذا الكلام وقال إن الله خلق آدم على صورته فاعتقد الجسم فاحتاج المسلمون إلى تأويل الحديث. (وقال) في الصحف ثم جعل طينة آدم جسدا ملقى على طريق الملائكة التي تصعد فيه إلى السماء أربعين سنة ثم ذكر تناسل الجن وفسادهم وهرب إبليس منهم إلى الله وسأله ان يكون مع الملائكة وإجابة سؤاله وما وقع من الجن حتى امر الله إبليس ان ينزل مع الملائكة لطرد الجن فنزل وطردهم من الأرض التي أفسدوا فيها.. إلى آخر كلامه.
واعلم أنهم ذكروا في اخبار الملائكة عن الفساد وجوها:
(منها) انهم قالوا ذلك ظنا لما رأوا من حال الجن الذين كانوا قبل آدم في الأرض وهو المروي عن ابن عباس وفي اخبارنا ارشاد إليه. (ومنها) انهم علموا انه مركب من الأركان المتخالفة والاخلاط المتنافية الموجبة للشهوة التي منها الفساد والغضب منه سفك الدماء. (ومنها) انهم قالوا ذلك على اليقين لما يروي ابن مسعود وغيره انه تعالى لما قال للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة قالوا ربنا وما يكون الخليفة قال تكون له ذرية يفسدون في الأرض ويتحاسدون ويقتل