مع الشمس، فلم يبق منهم باقية وبادت مساكنهم، وأحسبها اليوم لا تسكن.
وأما قصة شعيا ففي (قصص الراوندي) طاب ثراه باسناده إلى الباقر (ع) قال: قال علي عليه السلام أوحى الله تعالى جلت قدرته إلى شعيا عليه السلام: (اني مهلك من قومك مائة الف أربعين ألفا من شرارهم وستين ألفا من خيارهم. فقال عليه السلام: هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ فقال: داهنوا أهل المعاصي، فلم يغضبوا لغضبي.
وفيه عن وهب بن منبه قال: كان في بني إسرائيل ملك في زمان شعيا وهم تابعون مطيعون لله. ثم انهم ابتدعوا البدع فأتاهم ملك بابل، وكان نبيهم يخبرهم بغضب الله عليهم. فلما نظروا إلى ما لا قبل به من الجنود، تابوا وتضرعوا، فأوحى الله تعالى إلى شعيا عليه السلام: اني قبلت توبتهم لصلاح آبائهم، وملكهم كانت له قرحة بساقه وكان عبدا صالحا.
فأوحى الله تعالى إلى شعيا (ع): ان مر ملك بني إسرائيل فليوص وصيه وليستخلف على بني إسرائيل من أهل بيته فاني قابضه يوم كذا فليعهد عهده.
فأخبره شعيا عليه السلام برسالته تعالى عز وعلا.
فلما قال له ذلك، أقبل على التضرع والدعاء والبكاء فقال: اللهم ابتدأتني بالخير من أول يوم وسببته لي، وأنت فيما استقبل رجائي وثقتي، فلا الحمد بلا عمل صالح سلف مني، وأنت اعلم مني بنفسي أسألك ان تؤخر عني الموت وتنسئ لي عمري وتستعملني بما تحب وترضى.
فأوحى الله تعالى إلى شعيا عليه السلام: اني رحمت تضرعه واستجبت دعوته وقد زدت في عمره خمس عشرة سنة، فمره فليداوي قرحته بماء الطين، فاني قد جعلته شفاء مما هو فيه، واني قد كفيته وبني إسرائيل مؤنة عدوهم.
فلما أصبحوا وجدوا جنود ملك بابل مصروعين في عسكرهم موتى لم يفلت