ترى ضيق مكاني وشدة كربي، فارحم ضعف ركني، وقلة حيلتي، وعجل بقبض روحي ولا تؤخر إجابة دعوتي، حتى مات.
فقال الله جل جلاله لجبرئيل عليه السلام: أيظن عبادي هؤلاء الذين غرهم حلمي وآمنوا مكري وعبدوا غيري وقتلوا رسولي ان يقوموا لغضبي أو يخرجوا من سلطاني كيف وأنا المنتقم ممن عصاني ولم يخش عقابي، واني حلفت بعزتي لأجعلنهم نكالا وعبرة للعالمين.
فلم يرعهم وهم في عيدهم ذلك إلا بريح عاصف شديد الحمرة، فتحيروا فيها وذعروا منها وتضام بعضهم إلى بعض، ثم صارت الأرض من تحتهم حجر كبريت يتوقد وأظلتهم سحابة سوداء، فألقت عليهم كالقبة جمرا يلتهب، فذابت أبدانهم كما يذوب الرصاص بالنار.
فنعوذ بالله تعالى من غضبه ونزول نقمته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (تفسير علي بن إبراهيم): أصحاب الرس هم الذين هلكوا، لأنهم استغنوا الرجال بالرجال والنساء بالنساء.
(قصص الراوندي) باسناده إلى يعقوب بن إبراهيم قال: سأل رجل أبا الحسن عليه السلام عن أصحاب الرس الذين ذكرهم الله من هم؟ وأي قوم كانوا؟
فقال: كانا رسولين، أما أحدهما فليس الذي ذكره الله في كتابه. كان أهله أهل بدو وأصحاب شاة وغنم، فبعث الله إليهم صالح النبي رسولا، فقتلوه، وبعث إليهم رسولا آخر وعضده بولي، فقتلوا الرسول وجاهدوا الولي حتى قمحهم، وكانوا يقولون إلهنا في البحر وكانوا على شفيره، وكان لهم عيد في السنة، يخرج حوت عظيم من البحر في ذلك اليوم فيسجدون له.
فقال ولي صالح: لا أريد ان تجعلوني ربا، ولكن هل تجيبوني إلى ما دعوتكم ان أطاعني ذلك الحوت؟ فقالوا نعم وأعطوه عهودا ومواثيق.
فخرج حوت راكبا على أربعة أحوات، فلما نظروا إليه خروا سجدا فخرج ولي صالح النبي إليه وقال له: ائتني طوعا أو كرها بسم الله الكريم، فنزل أحواته