فقال الولي: اتيني عليهن لئلا يكون من القوم في أمري شك، فأتى الحوت إلى البر يجرها وتجره إلى عند ولي صالح، فكذبوه بعد ذلك.
فأرسل الله عليهم ريحا فقذفتهم في البحر ومواشيهم، فأتى الوحي إلى ولي صالح بموضع ذلك البئر وفيها الذهب والفضة فانطلق فأخذه ففضه على أصحابه بالسوية وأما الذين ذكرهم الله في كتابه فهم قوم كان لهم نهر يدعى الرس، وكان فيهم أنبياء كثيرة، وكانوا يعبدون الصلبان فبعث الله إليهم ثلاثين نبيا في مشهد واحد فقتلوهم جميعا. ثم ذكر القصة السابعة.
وفي كتاب (العرائس): أهل الرس كان لهم نبي يقال له حنظلة بن صفوان وكان بأرضهم جبل يقال له فتح مصعدا في السماء سيلا، وكانت العنقاء تتشابه وهي أعظم ما يكون من الطير وفيها من كل لون.
وسموها العنقاء لطول عنقها وكانت تكون في ذلك الجبل تنقض على الطير تأكل، فجاعت ذات يوم، فاعوزها الطير، فانقضت على صبي فذهبت به، ثم انها انقضت على جارية فأخذتها فضمتها إلى جناحين لها صغيرين سوى الجناحين الكبيرين.
فشكوا إلى نبيهم، فقال: اللهم خذها واقطع نسلها فأصابتها صاعقة فاحترقت فلم ير لها أثر، فضربتها العرب مثلا في اشعارها وحكمها وأمثالها.
ثم إن أصحاب الرس قتلوا نبيهم، فأهلكهم الله تعالى، وبقى نهرهم ومنازلهم مائتي عام لا يسكنها أحد. ثم أتى الله بقرن بعد ذلك فنزلوها، وكانوا صالحين سنين، ثم أحدثوا فاحشة جعل الرجل يدعو ابنته وأخته وزوجته فيعطيها جاره وأخاه وصديقه يلتمس بذلك البر والصلة.
ثم ارتفعوا من ذلك إلى نوع أخزى، ترك الرجال النساء حتى شبقن واستغنوا بالرجال، فجاءت شيطانهن في صورة امرأة وهي الدلهات كانت في بيضة واحدة فشهت إلى النساء ركوب بعضهن بعضا وعلمتهن كيف يضعن، فاصل ركوب النساء بعضهن بعضا من الدلهات.
فسلط الله على ذلك القرن صاعقة في أول الليل وخسفا في آخر الليل وخسفا