ورجع موسى إلى بني إسرائيل فأعلمهم ان الله قبض هارون ورفعه إليه، فقالوا كذبت أنت قتلته فشكى موسى عليه السلام ذلك إلى ربه فأمر الله تعالى الملائكة فأنزلته على سرير بين السماء والأرض، حتى رأته بنو إسرائيل، فعلموا انه مات.
(الكافي) عن محمد بن سنان قال: كنت عند الرضا عليه السلام فقال لي يا محمد انه كان في زمن بني إسرائيل أربعة نفر من المؤمنين، فأتى واحد منهم من الثلاثة وهم في منزل واحد في مناظرة بينهم، فقرع الباب وخرج إليه الغلام، فقال أين مولاك؟ فقال ليس هو في البيت، فرجع الرجل ودخل الغلام إلى مولاه فقال له من كان الذي قرع الباب؟ قال فلان فقلت له ليس في المنزل، فسكت ولم يلم غلامه ولا اغتم أحد منهم لرجوعه عن الباب، وأقبلوا في حديثهم.
فلما كان من الغد بكر إليهم الرجل، فأصابهم وقد خرجوا يريدون ضيعة بعضهم فسلم عليهم وقال انا معكم؟ فقالوا نعم، ولم يتعذروا إليه! وكان الرجل محتاجا ضعيف الحال. فلما كانوا في بعض الطريق، إذا غمامة قد أظلتهم، فظنوا أنه مطر، فبادروا فلما استوت الغمامة على رؤوسهم، إذا مناد ينادي من جوف الغمامة: أيتها النار خذيهم وانا جبرئيل رسول الله فإذا نار في جوف الغمامة قد اختطفت الثلاثة نفر، وبقى الآخر مرعوبا يعجب مما نزل بالقوم ولا يدري ما السبب.
فرجع إلى المدينة، فلقي يوشع بن نون وأخبره الخبر وما رأى وما سمع فقال يوشع بن نون: أما علمت أن الله سخط عليهم، بعد أن كان راضيا، وذلك بفعلهم بك، قال وما فعلهم بي؟ فحدثه يوشع، فقال الرجل فأنا اجعلهم في حل وأعفو عنهم قال: لو كان هذا قبل لنفعهم، وأما الساعة فلا، وعسى ان ينفعهم بعد