روي من قوله صلى الله عليه وآله: الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف.
ولما سئل الصادق عليه السلام عن معناه، قال: ان النبي صلى الله عليه وآله قال في جماعة كانوا في الثغور بإزاء العدو، وكانوا إذا فروا من الطاعون زحف العدو على ارض المسلمين واستولى عليها.
يعني ان هذا الكلام متوجه إلى جماعة مخصوصين يلزم من فرارهم من الطاعون الفساد والانفتال في الدين واستلال على المسلمين.
وقد حققنا الكلام وأوردنا الأخبار في هذا الباب في رسالتنا الموسومة (بمسكن الشجون في حكم الفرار من الطاعون).
وأما إسماعيل الذي سماه الله صادق الوعد فقال فيه: (واذكر في الكتاب إسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا).
(معاني الأخبار) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ان إسماعيل الذي قال الله عز وجل في كتابه (واذكر في الكتاب إسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا) لم يكن إسماعيل بن إبراهيم، بل كان نبيا من الأنبياء، بعثه الله عز وجل إلى قومه، فأخذوه وسلخوا فروة رأسه ووجهه، فأتاه ملك فقال: ان الله جل جلاله بعثني إليك فمرني بما شئت، فقال: لي أسوة بما يصنع بالحسين.
وفي (قصص الأنبياء) عن الصادق عليه السلام قال: رسول الله صلى الله عليه وآله: ان أفضل الصدقة صدقة اللسان تحقن به الدماء وتدفع به الكريهة وتجر المنفعة إلى أخيك المسلم.
ثم قال صلى الله عليه وآله: ان عابد بني إسرائيل الذي كان أعبدهم، كان يسعى في حوائج الناس عند الملك، وانه لقي إسماعيل بن حزقيل، فقال لا تبرح حتى ارجع إليك يا إسماعيل فأبقى عند الملك فبقى إسماعيل إلى الحول هناك، فأنبت الله لإسماعيل عشبا، فكان يأكل منه وأجرى له عينين وأظله بغمام..
فخرج الملك بعد ذلك إلى التنزه ومعه العابد، فرأى إسماعيل، فقال: انك لهاهنا يا إسماعيل؟ فقال له: قلت لا تبرح، فلم أبرح. فسمى صادق الوعد.