الله تعالى إلى موسى: اني مجازي الأبناء بسعي الآباء، ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا، ولا تزنوا فتزني نسائكم، ومن وطئ فراش امرأة مسلم وطئ فراشه، كما تدين تدان.
(تفسير) علي بن إبراهيم عنه عليه السلام: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وآله إلى السماء، وجد في طريقه ريحا مثل المسك الأذفر، فسأل جبرئيل عنها فقال إنها تخرج من بيت عذب، فيه قوم في عبادة الله حتى ماتوا.
ثم قال له: ان الخضر عليه السلام كان من أبناء الملوك، فآمن بالله وتخلى في بيت أبيه يعبد الله، ولم يكن لأبيه ولد غيره، فأشاروا إلى أبيه ان يزوجه، لعل الله ان يرزقه ولدا، فيكون الملك فيه وفي عقبة فخطب له امرأة بكرا وأدخلها عليه، فلم يلتفت الخضر إليها، فلما كان اليوم الثاني قال لها الخضر: تتمكنين على أمري؟ فقالت نعم، قال لها ان سائلك أبي أهل كان مني إليك ما كان من الرجال إلى النساء فقولي نعم؟ قالت افعل.
فسألها الملك عن ذلك فقالت نعم، وأشار عليه الناس ان يأمر النساء ان يفتشنها فامر وكانت على حالتها، فقالوا أيها الملك زوجت الغر من الغرة - يعني الغافل من الغافلة - زوجه امرأة ثيبا فزوجه، فلما دخلت عليه، سألها الخضر ان تكتم عليه فقالت نعم، فلما ان سألها الملك قالت أيها الملك ان ابنك امرأة فهل تلد المرأة من المرأة! فغضب عليه، فامر بردم الباب عليه فردم.
فلما كان اليوم الثالث حركته رقة الاباء، فامر بفتح الباب ففتح، فلم يجدوه فيه، فأعطاه الله من القوة ان يتصور كيف شاء، ثم كان على مقدمة ذي القرنين، وشرب من الماء الذي من شرب منه بقى إلى الصيحة.
قال: فخرج من مدينة أبيه رجلان في تجارة في البحر حتى وقعا إلى جزيرة من جزائر البحر، فوجدوا فيه الخضر قائما يصلي، فلما انفتل دعاهما فسألهما عن خبرهما فأخبراه، فقال لهما هل تكتمان علي أمري ان أرددتكما في يومكما إلى منازلكما فقالا نعم، فنوى أحدهما ان يكتم امره، ونوى الآخر ان رده إلى منزله