موسى يا رب ما لمن عاد مريضا؟ قال أوكل به ملكا يعوده في قبره إلى محشره، قال يا رب ما لمن غسل ميتا؟ قال أخرجه من ذنوبه كما خرج من بطن أمه، قال يا رب ما لمن شيع جنازة؟ قال أوكل به ملائكة معهم رايات يشيعونه من محشره إلى مقامه، قال فما لمن عزى الثكلى؟ قال أظله في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي.
وقال: يا موسى أكرم السائل إذا أتاك بشئ، ببذل يسير أو برد جميل، فإنه قد يأتيك من ليس بجني ولا انسي، ملك من ملائكة الرحمن ليبلوك فيما خولتك فكيف أنت صانع.
(وعنه) عليه السلام قال: مر موسى بن عمران برجل رافع يده إلى السماء يدعو، فانطلق موسى في حاجته، فغاب عنه سبعة أيام، ثم رحل إليه وهو رافع يديه يدعو ويتضرع ويسأل حاجته فأوحى الله إليه يا موسى لو دعاني حتى يسقط لسانه ما استجبت له حتى يأتيني من الباب الذي امرته به.
أقول: هذا يكشف لك عن أمور كثير:
منها بطلان عبادة المخالفين، وذلك انهم وإن صاموا وصلوا وحجوا وزكوا واتوا من العبادات والطاعات وزادوا على غيرهم إلا انهم اتوا إلى الله تعالى من غير الأبواب التي امر بالدخول منها. فإنه سبحانه وتعالى قال (واتوا البيوت من أبوابها).
وقد صح عن المسلمين قوله صلى الله عليه وآله أنا مدينة العلم وعلي بابها.
وقوله: أهل بيتي كسفينة نوح من ركب فيها نجى ومن تخلف عنها غرق.
وقد جعلوا المذاهب الأربعة وسائط وأبوابا بينهم وبين ربهم واخذوا الأحكام عنهم، وهم اخذوها عن القياسات والاستنباطات والآراء، والاجتهاد الذي نهى الله سبحانه عن اخذ الاحكام عنها، وطعن عليهن من دخل في الدين منها.
وكذلك عبادات الصوفية وأصولهم الفاسدة، فإنهم اخذوها عن مشايخهم.
واخذها مشايخهم عن أسلافهم، وكلما تنتهي إلى الصوفية من أهل الخلاف، فمن زعم أنه من الشيعة وهو من الصوفية فهو عندنا من المبتدعين، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة سبيلها إلى النار.