الخضر عليه السلام على مقدمته وكان من أحب الناس إليه، فأعطاه حوتا مالحا، وأعطى كل واحد من أصحابه حوتا مالحا وقال لهم: ليغسل كل رجل منكم حوته عند كل عين.
فانطلقوا وانطلق الخضر عليه السلام إلى عين من تلك العيون، فلما غمس الحوت في الماء حيى فانساب في الماء، فلما رأى الخضر عليه السلام ذلك علم أنه قد ظفر بماء الحياة فرمى بثيابه وسقط في الماء فجعل يرتمس فيه ويشرب منه.
فرجع كل واحد منهم إلى ذي القرنين ومعه حوته ورجع الخضر وليس معه الحوت، فسأله عن قصته فأخبره، فقال له أشربت من ذلك الماء؟ قال نعم، قال:
أنت صاحبها وأنت الذي خلقت لهذه العين فابشر بطول البقاء في هذه الدنيا مع الغيبة عن الأبصار إلى النفخ في الصور (كتاب الخصال) المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن جعفر بن أحمد عن ابن فضال عن الرضا عليه السلام قال: ان الخضر عليه السلام شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور وانه ليأتينا فيسلم علينا فنسمع صوته ولا نرى شخصه، وانه ليحضر حيث ذكر، فمن ذكره منكم فليسلم عليه وانه ليحضر المواسم فيقضي جميع المناسك ويقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين، وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحدته.
أقول: في قوله عليه السلام: (وانه ليحضر حيث ذكر) دلالة على حضوره في الأمكنة التي يذكرونها فما تعارف في هذه الأعصار بين الناس من قولهم طحين للخضر (ع) في حجرة مقفلة، وإذا صار الصباح رأوا على ذلك الطحين آثار يد الخضر غير خال من الدليل بل هذا دليله، لأنهم في ذلك الوقت يذكرونه في الدعاء والصلاة.
(وعن) الرضا عليه السلام قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله جاء الخضر فوقف على باب البيت وفيه علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ورسول الله صلى الله عليه وآله قد سجي بثوب، فقال السلام عليكم يا أهل البيت (كل نفس ذائقة