كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٧ - الصفحة ١٠٨
يستيقظ من نومه فزعا مرعوبا وهو يقول: ما لي ولسعيد بن جبير! قال: وبلغ ذلك (1) عبد الملك بن مروان فكتب إلى الحجاج: أما بعد يا حجاج! فقد بلغني عنك سرف في القتل وتبذير في الأموال، وهاتان خلتان لا أحتمل عليهما أحد من الناس، وقد حكمت عليك في الخطأ الدية، وفي العمد القود، وفي الأموال أن تردها إلى موضعها، فإنها أموال الله ونحن أمناؤه عليها، وسواء عندي يا حجاج عطاء في باطل أو منع من حق - والسلام - (2). ثم أثبت في أسفل كتابه هذه الأبيات (3):
إذا أنت لم تترك أمورا كرهتها * وتأبى رضائي بالذي أنا طالبه وتخشى الذي يخشاه مثلي فكن إذا * كذا الدر يوما ظن بالدر حالبه (4) وإن تر مني غفلة قرشية * فيا رب يوم غص بالماء شاربه وإن تر مني وثبة أموية * فهذا وهذا كل ذا أنا صاحبه فلا تأمنني والحوادث جمة * فإنك مجزي بما أنت كاسبه ولا تمنعن الناس حقا علمته * ولا تعط مالا ليس للناس واجبه (5) فإنك إن تعط الحقوق فإنما * تريد به الامر الذي أنا واهبه وإني لأغضي جفن عيني على الأذى * أريد به الامر الذي أنا راكيه وأملي لذي الذنب العظيم كأنني * أخو غفلة عنه وقد خب عاربه فإن كف لم أعجل عليه وإن أبى * وثبت عليه وثبة لا أراقبه

(1) كذا بالأصل. فإن كان يريد أن قتل سعيد بن جبير بلغ عبد الملك فهو خطأ كبير، فقد كان قتل ابن جبير سنة 95 وفي قول سنة 94 وذلك بعد موت عبد الملك بوقت ليس بالقصير. ولعله يريد حسب رواية المسعودي أنه لما أسرف الحجاج في قتل أسارى دير الجماجم وإعطائه الأموال بلغ ذلك عبد الملك (المروج 3 / 162).
(2) انظر نسخة للكتاب في مروج الذهب 3 / 162 باختلاف بسيط.
(3) الأبيات في مروج الذهب 3 / 162 - 163. باختلاف وزيادة.
(4) البيت في مروج الذهب: ونخشى الذي يخشاه مثلك هاربا * إلى الله منه ضيع الدر حالبه (5) البيت في مروج الذهب:
ولا تنقصن للناس حقا علمته * ولا تعطين ما ليس لله جانبه وقبله في المروج:
ولا تعد ما يأتيك مني وإن تعد * يقوم بها يوما عليك نوادبه
(١٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست