خيرته عليك، وقد وليتك إياها حربها وخراجها، فإذا أتاك كتابي هذا فاجمع إليك الناس وسر على بركة الله، فأمير المؤمنين رافعك ومبلغك أملك ومنيتك إن شاء الله - والسلام -. قال: ودفع سليمان الكتاب إلى ابن الأهتم وخلع عليه وأجازه.
قال: فسار ابن الأهتم سيرا حثيثا حتى دخل البصرة، ثم دخل على يزيد بن المهلب فسلم عليه، فرد عليه يزيد السلام ثم قال: ما وراءك يا بن الأهتم؟ فقال:
ورائي كل خير، ثم دفع إليه الكتاب، فلما قرأه قال: الله أكبر! إلى كم تنتظرني!
ذكر ولاية يزيد بن المهلب أرض خراسان قال: ثم وثب يزيد من ساعة فتجهز، وقدم ابنه مخلدا على مقدمته إلى خراسان. قال: فسار مخلد بن يزيد حتى تقارب من مدينة مرو، وقدم أيضا خليفة له يقال له عمرو (1) بن عبد الله بن سنان (2) العتكي الصنابحي (3)، فأقبل هذا الصنابحي (3) حتى دخل مدينة مرو وبها يومئذ وكيع بن أسود، قال: فأرسل وكيع بن أبي سود [إلى] الصنابحي أن صر إلي فإني أريد مناظرتك، فأرسل إليه الصنابحي: أنت أعرابي جلف أحمق، أتأمرني بالمصير إليك وأنا قادم عليك؟
فاستقبل أميرك وذر عنك الجهل والحمق.
قال: وخرج وجوه أهل مرو ليستقبلوا مخلد بن يزيد بن المهلب، قال: وتأنى وكيع ولم يخرج حتى أخرج كرها. قال: وترحل الناس لمخلد بن يزيد بن المهلب ومشوا بين يديه إلا هؤلاء الثلاثة: وكيع بن أبي سود ومحمد بن حمران (4) السعدي وعباد (5) بن لقيط أحد بني قيس بن ثعلبة، فإنهم لم ينزلوا لمخلد بن يزيد فأنزلوا كارهين حتى مشوا بين يديه. فلما دخل مخلد بن يزيد إلى مدينة مرو أخذ عمال وكيع بن أبي سود فحبسهم وعذبهم من قبل قدوم أبيه عليه.
قال: وبلغ وكيع بن أبي سود بأن يزيد بن المهلب قد فصل من العراق فكتب إليه كتابا وبدأ باسمه قبل اسم يزيد، وقال في كتابه: أما بعد يا يزيد فإن أعطيتني ما