ذكر مقتل كميل بن زياد رضي [الله] عنه صاحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال فقال الحجاج: يا معشر النخع! أخبروني عن كميل بن زياد من أبي قبيلة هو منكم؟ فقالوا: من بني الصهبان، فقال الحجاج: لا والله! لا خرجتم من الدار أو تأتوني به وإلا ضربت أعناقكم. قال: فقال الهيثم بن الأسود وكان ممن يتمسك بطاعة بني مروان: أصلح الله الأمير! مهلا عن كميل بن زياد، فإن أمير المؤمنين عثمان بن عفان وأمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد ومعاوية بن يزيد ومروان بن الحكم وأمير المؤمنين عبد الملك بن مروان كل هؤلاء قد عرفوا قدر كميل بن زياد، وقد عرفوا رأيه ومذهبه فعفوا عنه، فاعف عنه أيها الأمير! قال:
فغضب الحجاج ثم قال: أما والله يا بن الأسود لتحسن أو لتكربني! فقال الهيثم بن الأسود: قد والله حميته عنك يا حجاج! قال: ثم خرج من عنده وأتى بكميل بن زياد رحمة الله - والحجاج في وقته ذلك مشغول برجل قدم إليه يقال له عتيبة بن النهاس (1) العجلي، فقال له الحجاج: أنت عتيبة بن النهاس؟ فقال: نعم أصلح الله الأمير أنا عتيبة بن النهاس، فقال له الحجاج: بايعت عدونا عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث؟ قال: نعم أيها الأمير بايعته خوفا على نفسي وأهلي وولدي ولم أقاتل معه أحدا، فليسعني عفوك واصطنعني - فقال الحجاج: يا عبد النخع أمقعد في الجماعة وصحيح في الفتنة! فعلت بعثمان بن عفان ما فعلت ثم عفا عنك يزيد وابنه معاوية بن يزيد ومروان بن الحكم وأمير المؤمنين عبد الملك بن مروان، ثم قدمت العراق فعفوت عنك وبررتك ورفعت قدرك، فلما نظرت إلى مطر بن ناجية - وهو أعرابي من أعراب بني تميم - يشتمني على المنبر ويشتم عبد الملك بن مروان نهضت معه في ذلك وصوبت رأيه! قال: ثم التفت الحجاج إلى يزيد بن هبيرة المحاربي فقال له:
يا يزيد! خذه إليك فاضرب عنقه صبرا، قال: فقدم كميل بن زياد رحمه الله فضربت عنقه صبرا (2).
قال: وجعل الحجاج يؤتى برجل بعد رجل فمنهم من يراقب فيه عشيرته فيعفو