ابتداء أمر [ابن] الأشعث مع الحجاج بن يوسف قال: فعندها دعا الحجاج بعبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فعقد له عقدا وضم إليه جيشا، وقال: قد علمت ما نزل بشريح بن هانئ والمسلمين (1) بأرض الكفار، وما كان من هذا المنافق عبيد الله بن أبي بكرة وما كان من صلحه من رتبيل، فسر ولا تعرج على شيء حتى تدخل أرض الداور (2) من بلاد الترك وكابل، ثم فرق الجنود بها وأبلغ فيها الغاية لأبعدها. ثم مكنه الحجاج بن يوسف من الأموال وضم إليه الاشراف من القبائل (3).
قال: وجاءت إخوة عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، منهم قيس وإسحاق والمنذر والصباح (4) حتى دخلوا على الحجاج فقالوا: أيها الأمير! لا توجه عبد الرحمن في هذا الجيش، فإننا نتخوف أن يخرج عليك! قال: فتبسم الحجاج ثم قال: ليس هذا أول حسد الاخوة، وإنما أنتم حسدتموه لأنه ليس من أمكم.
فقالوا: أيها الأمير! أما نحن فقد قضينا ما علينا ونحن خارجون معه.
قال: وخرج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث من الكوفة ومعه أشراف الناس