كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٧ - الصفحة ٢٠٩
وقد أقام الله عز وجل إماما عادلا، لا تأخذه في الله لومة لائم، والله يا عدو نفسه أن لولا حق الله تبارك وتعالى وسلطان أمير المؤمنين سليمان بن عبد الملك لما كنت أنت وقومك بالذين يغلبوننا ولا ينثروننا، فإن كنت ابتلعتها حلوا فإنك ستقيؤها بريش علق وعلقم، ثم تغص بها غصص الشيخ الأدرد مع ركوبي فيك إلى أمير المؤمنين عمر.
قال: ثم تكلم محمد بن مسلم الباهلي قال: يا بن المهلب أنا الذي لم آل لك عملا قط ولم تطلبني بنيل كان مني إليك ولا دخل، فكيف بك إذا حتوت راكبا فأحمل السيف على عداوتك فأسقيك بما سقيت وأجزيك بما أسديت لا أنام إذا هجعت، ولا أراعيك إذا خضعت مع ركوبي فيك إلى أمير المؤمنين عمر.
قال: وكان هؤلاء الأربعة يتكلمون والناس يستمعون ويزيد بن المهلب مطرق إلى الأرض لا يتكلم بشيء حتى فرغ القوم من كلامهم، أقبل عليه عدي بن أرطأة فقال له: إنه قد تكلم خصماؤك فما الذي تقول يا يزيد؟
ذكر جواب يزيد لهؤلاء القوم قال: فقال يزيد: الحمد لله على سراء أمره وضرائه، وما قدم إلينا من كثير نعمائه، الذي كان من سرور فمنه، وما كان من غير ذلك‌ فمن آلائه وحسن بلائه، فأما ما وصفتم من عدل الأمير أيده الله فهو المحمود فهمه، العظيم حلمه، ثم إن أمور العباد بيد الله فمسيء ومذنب ومعاقب ومعطب، فأما أنت يا وكيع بن أبي سود فإنك وكيل باطل، لست في أمرك بشيء من طائل، إن دعيت لغي كنت له منقادا، وإن دعيت إلى خير ازددت منه بعادا، شيخ أروه معتوه أبله، إن قدموك قدمتهم، وإن أخروك تبعتهم، صدك عن المجلد أصلك، وأمال بك عن الحق جهلك، ثم علي ثكلتك أمك بعد العدم! إن فتحت خراسان فتح الخونة، وكانت قبل فتحي لها مكنونة، إنه لو علم أهل خراسان أن رجلا هو أشهى وأهفى منك رأيا لقلدوه أمورهم، ولكنك أنت بمنزلة الحاضنة على بيض أخرى، فالمؤنة عليها والفراخ لغيرها، وأما أنت يا هريم بن أبي طحمة، الذاكر للرحمة! للأمة اللخناء، الموصوفة بالشنعاء، المعروفة بالسوءاء، المصروفة عن سريرات النساء، جاءت بك مشبها في العشيرة، وكانت بأبيك خبيرة، مع أن لله علي نذرا واجبا لئن أظفرني الله بك فيما يكون من الجديدين، لأقطعن منك أعز الوصلتين، ثم لأبينها إبانة الشعرى من الفرقدين، إلا أن تراجع، ولما رأى أن ذلك لك شافع، وأما أنت يا عمر بن
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر كلام عبد الملك بن مروان على المنبر، وإجابة الحجاج إياه، وتولية الحجاج العراقين جميعا 5
2 ذكر قدوم الحجاج إلى الكوفة وكلامه على المنبر 7
3 خبر سبرة بن الجعد مع الحجاج بن يوسف 34
4 ثم رجعنا إلى أخبار الأزارقة 37
5 خبر الجاريتين ابنتي تبع الحميري وخبر محمد بن يوسف أخي الحجاج وخبر السيف وهذا داخل في حديث الأزارقة 38
6 ذكر اختلاف الخوارج وتشتيت أمرهم 39
7 ذكر كتاب المهلب بن أبي صفرة إلى الحجاج بعد فراغه من الأزارقة 50
8 ذكر الرسول وكلامه بين يدي الحجاج 51
9 ذكر كتاب الحجاج إلى المهلب 53
10 ذكر ولاية خراسان للمهلب بعد فراغه من حرب الأزارقة 54
11 ذكر مسير سفيان بن الأبرد الكلبي لما بعث به الحجاج إلى حرب من انفلت من الأزارقة 54
12 ذكر خروج شبيب بن يزيد وما كان من أمره وخروجه على الحجاج 58
13 ذكر عمران بن حطان الخارجي 66
14 ثم رجعنا إلى الخبر الأول وأمر خراسان 72
15 ابتداء أمر ابن الأشعث مع الحجاج بن يوسف 77
16 ذكر كتاب المهلب بن أبي صفرة إلى عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث 80
17 ذكر وفاة المهلب بن أبي صفرة ووصيته عند موته 81
18 ذكر مسير ابن الأشعث إلى العراق لمحاربة الحجاج 82
19 وهذه أول وقعة كانت لابن الأشعث مع الحجاج 87
20 وهذه الوقعة الثانية بالبصرة بين ابن الأشعث وبين الحجاج بن يوسف 89
21 ذكر وقائع دير الجماجم 91
22 ذكر مقتل كميل بن زياد رضي الله عنه صاحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه 94
23 ذكر وقعة القوم بالمفتح 96
24 ذكر الأسارى ومن قتل منهم صبرا يوم الفتح 97
25 ذكر هرب ابن الأشعث إلى بلاد كرمان 100
26 ذكر الوقعة مع يزيد بن المهلب 101
27 ذكر مقتل سعيد بن جبير رحمه الله 104
28 ذكر خروج مسلمة بن عبد الملك إلى بلاد الروم 110
29 ذكر مسير مسلمة بن عبد الملك إلى عمورية بعد فتح طوانة 121
30 وههنا تقع أخبار يزيد بن المهلب وما كان من أمره ثم نرجع إلى أخبار قسطنطينية وانصراف المسلمين عنها إن شاء الله تعالى 130
31 ذكر موت عبد الملك بن مروان ووصيته عند موته إلى أولاده 133
32 ذكر دخول قتيبة إلى خراسان أميرا عليها ثم نرجع إلى خبر يزيد بن المهلب 135
33 ثم رجعنا إلى خبر قتيبة بن مسلم وسنرجع إلى خبر يزيد بعد إن شاء الله تعالى 142
34 ذكر مغازي قتيبة بن مسلم بخراسان 143
35 ذكر غنائم بيكند وما وجد في خزائنها 145
36 ذكر مسير قتيبة بن مسلم إلى بخارى 147
37 ذكر نيزك البرقشي وهربه من عسكر قتيبة 148
38 خبر المنطقة 151
39 ثم رجعنا إلى خبر قتيبة بن مسلم 152
40 ذكر مسير قتيبة إلى مرو الروذ والطالقان والفارياب والجوزجان في وقت واحد 152
41 ذكر مسير قتيبة إلى بلاد سجستان ثم منها إلى بلخ 154
42 ذكر مسير قتيبة إلى بلخ وما والاها من الكور 154
43 ذكر مسير قتيبة إلى خوارزم 155
44 ذكر مسير قتيبة إلى السغد من بعد فتح خوارزم وما والاها 156
45 ذكر كتاب الحجاج إلى قتيبة 157
46 ذكر نزول قتيبة على سمرقند ومحاربة أهلها 158
47 ذكر صلح قتيبة بن مسلم على سمرقند ودخوله والمسلمين إياها 160
48 ذكر العهد الذي كتب الغوزك بن أخشيد 161
49 ذكر كتاب الحجاج إلى قتيبة 162
50 ذكر كتاب الحجاج إلى قتيبة عند وفاته 163
51 ذكر ولاية يزيد بن أبي كبشة على العراق ومسير قتيبة إلى فرغانة 164
52 ذكر فتح كاشغر من أداني مدائين الصين، ووفاة الوليد بن عبد الملك 165
53 ذكر ولاية سليمان بن عبد الملك وخبر يزيد بن المهلب 166
54 ذكر ابتداء خلاف قتيبة بن مسلم على سليمان بن عبد الملك وعصيانه إياه 166
55 ذكر كلام قتيبة في خطبته 172
56 ذكر مقتل قتيبة بن مسلم واجتماع أصحابه على ذلك 175
57 ذكر ولاية يزيد بن المهلب أرض خراسان 185
58 ذكر مسير يزيد بن المهلب إلى جرجان وما كان منه إلى أهلها 188
59 ذكر مسير يزيد بن المهلب 191
60 ذكر مسير يزيد بن المهلب إلى جرجان وما فعل بها وأهلها 193
61 ذكر كتاب يزيد بن المهلب إلى سليمان بن عبد الملك بن مروان 196
62 ذكر رجوع مسلمة بن عبد الملك إلى دار الاسلام بعد أربع عشرة سنة 197
63 خلافة عمر بن عبد العزيز 202
64 ذكر كتاب عمر بن عبد العزيز إلى يزيد بن المهلب 205
65 ذكر القوم المتظلمين من يزيد بن المهلب وما كان من كلامهم بين يدي 207
66 عدي بن أرطأة وما كان من رده عليهم بجواب لم يسمع بمثله 207
67 وهذا كلامهم ليزيد بن المهلب على رؤوس الاشهاد 208
68 ذكر جواب يزيد لهؤلاء القوم 209
69 ذكر قدوم يزيد بن المهلب على عمر بن عبد العزيز 210
70 ذكر قدوم مخلد بن يزيد بن المهلب على عمر بن عبد العزيز من خراسان 211
71 ذكر ولاة خراسان وأرمينية 211
72 خبر يزيد بن المهلب ويزيد بن عبد الملك 212
73 ذكر وفاة عمر بن عبد العزيز 213